استشعر نعم الله التي تغمرك في كلّ لحظة

15 يوليو 2023 22:49
د. صفية الودغيري تكتب: مغالبة الشدائد والمحن

هوية بريس – تسنيم راجح

استشعر نعم الله التي تغمرك في كلّ لحظة..

استشعرها بعين من لا يصدّق كم هو مُكرَم وكم عنده من رزق تفضّل الله به عليه دون أي استحقاق منه..

أكرمني الله باستحضار هذه المعاني حين كنت أسمع درس علمٍ من دورةٍ أحضرها.. وتوقفت مع مشاعر عظيمة من حبّ ربنا تعالى واستشعار كرمه وعظيم عطائه سبحانه…

كنت أستشعر كم غيّر هذا العلم النافع حياتي وكم أكرمني الله به.. أفكر في منّة الله عليّ إذ جعلني من حضور هذه الدروس وتفضّل عليّ بأن تمرّ أوقاتٌ من عمري في العلم وأنا أسمع عنه سبحانه وتعالى وتكون أمامي وسيلةٌ تقرّبني منه.. كنت أتأمّل وأستشعر كرم ربّي ورحماته ، وفي كلّ ثانية أجدني أتفكّر في نعمةٍ وتفصيلةٍ جديدةٍ هي من رزق الله وحده..

فأن تستشعر فضل الله عليك في كل لحظة، في كل صغيرةٍ وكبيرة، في كل ما يعطيك وكل ما يمنعك.. أن تشعر أن الله يعتني بك أنت، يراك أنت، يسمعك أنت.. تلك نعمة عظيمة تزِن كلّ النعم الأخرى التي تريد أن تحمد الله عليها..

وهذا تجده في كلّ تفاصيل حياتك وكلّ أعمالك التي تجتهد لتبتغي بها وجهه تعالى…

الله سبحانه وتعالى رزقك أنت بوالدين يعتنيانِ بك منذ طفولتك، الله سبحانه وضع حبك في قلبهما، الله رزقك نطق لغة كتابه منذ طفولته، رزقك رؤية من يصلّون له ويعبدونه ويدعونه وتدمع عيونهم من حبه وخشيته مند صغرك..

أنت أنت.. أنت الذي تشعرك الدنيا بأنك رقم على الهامش، حسابٌ في بنكٍ أو ملف على فيسبوك لا يتابعه إلا القليل أو صورة على انستغرام لم يتفاعل معها إلا القليل..

أنت أنت..
يراك ربّك ويسمعك ويهيئ لك الأسباب ويفرح بتوبتك ويريد بك اليسر ويريد لك الهدى..

أنت.. ذاتك الذي يريدون إقناعك بأنك غير مؤثر وتعيش لتموت..
أنت.. قد هيأ الله لك معلماً صالحاً في طفولتك يربطل به، أنت قد دلّك على تلك الدروس لتتابعها وتعود إليه..

صحيحٌ أنك أخطأت.. لكنه سبحانه أعطاك فرصةً تلو الأخرى ومازال يعطيك ويمدّ في عمرك لتتوب وتستزيد من العمل الصالح وتبدل سيئاتك حسنات..
أنت من القلّة الذين يعرفونه سبحانه على هذا الكوكب..

أنت..
من القلّة الذين يمكنهم حين يتعبون ويتييون ويضيعون أن يسجدوا بين يديه جلّ جلاله ويأتوه بكلّ ضعفهم وافتقارهم ليلجؤوا لكرمه وغناه سبحانه..

أنت تعرفه.. أتعلم معنى ذلك؟
أنت تستطيع قراءة كلامه لك، أنت تستطيع أن تدعوه وأن تلجأ له! أحدّثك عن ملك الملوك الذي إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يكون له كن فيكون.. وأقول لك أنك تعرفه! تصوّر كم أنت في نعمةٍ وفضلٍ كبيرين.. تأمّل كم يغمرك كرم ربّك ورحمته وفضله عليك..

تأمّل وذب حباً لمولاك وحمداً له، تأمّل وفكر كيف ستحمده بفعلك، كيف ستغتنم هذه الفرصة التي منحك وهذه النعمة العظيمة التي رزقك.. كيف ستدلّ الناس عليه سبحانه، كيف ستستخدم وقتك هنا في طاعته والعمل بكلامه وهدي النبي الذي أرسل لك، كيف ستجتهد لئلا تمر هذه النعم العظيمة عليك وأنت لا تعيها ولا تشعر بها ولا تستثمرها لآخرتك..

احمد الله كثيراً، استشعر كرمه وفضله.. وامض للعمل على سؤال كيف تحمده في كل فعلك..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M