استقالة الريسوني.. بين مؤيد ومعارض
هوية بريس- متابعة
أثارت استقالة الدكتور أحمد الريسوني، من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، بين مدافع عن الريسوني ومنتقد لتصريحاته التي كانت سببا في الاستقالة.
وكان أول الفرحين بالاستقالة بعض فقهاء الجزائر من أعضاء الاتحاد، والذين جمدوا عضويتهم فيه بسبب تصريحات الريسوني حول الصحراء المغربية، حيث اعتبروا الأمر استجابة لضغوطهم.
ووصف أحد هؤلاء الفقهاء الجزائريين الحدث ب”استقالة المغربي الريسوني”، الأمر الذي أثار غضب عدد من متابعي الدكتور الريسوني ومحبيه، معتبرين ذات الوصف مجانبا لأخلاق الفقهاء وأدب العلماء.
وكان الحدث، فرصة لبعض “الحداثيين”، صرّفوا فيه خلافاتهم الإيديولوجية مع الدكتور الريسوني تحت خطاب “عدم قدرة الريسوني على ضبط لسانه”.
وقال سعيد الكحل ، الكاتب والباحث في قضايا الإسلام السياسي، إنه “إن لم يستقل سيقال. فقيه لا يراقب لسانه ولا يحسن اختيار كلماته .فين ما قفرها يقدم استقالته”.
وتابع الكحل على صفحته ب”فيسبوك”: “فعلها لما تطاول على العاهل المغربي وشكك في أهليته لإمارة المؤمنين فقدم استقالته من رئاسة حركة التوحيد والإصلاح، وها هو يفعلها اليوم بعدما أساء إلى موريتانيا”.
وفي سياق متصل، قال الكاتب والباحث إدريس الكنبوري إنه “كان واضحا أن الدكتور أحمد الريسوني سوف يجد نفسه في مأزق كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد تصريحاته الأخيرة؛ إما أن يستقيل وإما أن يتفكك الاتحاد بعد انسحاب علماء الجزائر منه احتجاجا؛ وقد اختار الريسوني الاستقالة؛ التي لا بد أن يكون وراءها ضغوط”.
وأبرز الكنبوري، على صفحته ب”فيسبوك” أن “الريسوني إذن دفع رأسه ثمنا لموقف وطني مشرف يستحق عليه الاحترام؛ وهذا انعكاس للموقف الرسمي للدولة؛ أن لا مساومة في القضية الوطنية”.
هذا وعرفت استقالة الريسوني وموقفه الأخير الذي كان سببا لها تنويها من قبل عدد من المثقفين والسياسيين والإعلاميين، بمن فيهم بعض المختلفين معه إيديولوجيا وسياسيا.
من المعلوم أن الحق مر طعمه لكن عواقبه أحلى من العسل. وهذا ما حاول شيخ المقاصد القيام به وترسيخه في أذهان القوم لكنهم لم يستطيعوا الرقي إلى هذا النضج الفكري؛ نظرا لطغيان الاستصنام السياسي في عصرنا وشدة انتشار دعاوى الجاهلية في مجتمعاتنا العربية مع الأسف الشديد. ومصداق هذا في قول الحق سبحانه: (ما لهم عن التذكرة معرضين كانهم حمر مستنفرة فرت من قسورة).لذلك ترى الحمر المستنفرة ترفع أصواتها المنكرة في وجه هذا العالم الجليل وتفسر استقالته بهواجسها المريضة، ولا عجب فكل إناء بما فيه ينضح، وكل ينفق مما عنده، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.