استنزاف الفرشة المائية يهدد ساكنة مدن الشمال
هوية بريس-متابعات
من المشاكل المستعصية التي تواجه سكان مناطق بالشمال وتهدد مستقبل التنمية والسلم الاجتماعي، فوضى استنزاف الثروة المائية، وسوء الاستعمال والتبذير، وغياب الحكامة في استغلال المياه الجوفية، حيث كثر الضغط على الفرشة المائية، حتى أصبحت الآبار والينابيع جافة، ما يتطلب الزيادة في العمق، ويزيد الطين بلة بسبب تعميق أزمة الفرشة المائية.
واستنفرت السلطات المختصة، جميع المصالح المعنية بتطوان والمضيق ومرتيل والفنيدق..، من أجل تدبير أمثل للعطلة الصيفية والتعامل مع ارتفاع الإقبال على ملء المسابح بالأداء وتلك الخاصة بالفيلات والإقامات السياحية، حيث تم وضع ترتيبات يمكن من خلالها خفض الاستهلاك، إلى الحد الأدنى الممكن، والتنسيق مع شركات التدبير المفوض، للرفع من مستوى التوعية والتحسيس بالاقتصاد في استهلاك الماء خلال الصيف والذروة السياحية.
وتعرضت الفرشة المائية بوزان وشفشاون والعرائش..، لاستنزاف طويل المدى استمر لسنوات، من زراعة القنب الهندي بشكل عشوائي، وإقامة حقول شاسعة من فاكهة الأفوكادو التي تستهلك كميات خيالية من المياه، ما دفع بالعديد من المهتمين بأزمة الماء بالشمال، إلى دق ناقوس الخطر، والتنبيه إلى أن الزراعات التي تستهلك كميات خيالية من الماء ليس من ربح خلفها غير خسارة الثروة المائية، وتصدير المياه بطريقة غير مباشرة، ما يهدد بموجات عطش صعب التعامل معها باعتبار أن مشكل قلة المياه تترتب عنه مشاكل أخرى تتعلق بالهجرة القروية، وانتشار أحزمة الفقر والهشاشة بالمدن، وتراجع الانتاج الفلاحي الذي يشكل عصب الاقتصاد الوطني، ومن خلاله يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء.
ويقوم العديد من أصحاب المشاريع الكبرى والمتوسطة بمدن تطوان والمضيق والفنيدق وغيرها..، بحفر آبار لاستغلال المياه الجوفية (الملك العام المائي)، دون الحصول على أي تراخيص من المؤسسات المسؤولة، وضرورة توفر الجهات المعنية على المسح الكامل للمنطقة التابعة لها، من أجل تنزيل سياسة الاقتصاد وتدبير ملف إكراه المؤشرات السلبية لاستنزاف الثروة المائية في المستقبل، خاصة وتحذير المهتمين من تبعات الاستغلال العشوائي على البيئة.