استهداف جيش السيسي للمساجد… ومجسماتها!

هوية بريس – ذ. طارق الحمودي

سأبدأ من حيث كنت أريد الانتهاء… تذكرون جيدا أن الشرطة والجيش المصريين حرقا مسجد رابعة العدوية تحت حجة أنه كان يأوي عناصر إرهابية مسلحة…

ثبت بعد ذلك أنه لم يكن في المسجد إلا معتصمون عزل وجرحى وأموات.. نحسبهم شهداء والله حسيبهم.. كما ثبت أن العراق لم يكن به أسلحة دمار شامل.. فالكذابون أبناء علات، خبثهم واحد، ومكرهم شتى.

والآن؛ لم يجد السيسي إلا مجسما لمسجد ليجعله جزءا من تدريبات الجيش، وكان لا بد من صومعة حتى تكتمل صورته، فيتم قصف مسجد.. عفوا مجسم مسجد!!

لم يجد السيسي مجسما لكنيسة أو مجسما لحانة خمر أو كازينو قمار.. ليتخذها هدفا أو ربما لا يحسنون تصميمه…

قالوا: هذا تدريب على إخلاء مسجد من العناصر الإرهابية.. لأنه ثبت مثل ذلك..

ويقال لهم: وكذلك ثبت اعتصام السفاحين في الكنائس والحانات والخمارات والفنادق… آه نسيت الفنادق.. وهي أكثر عرضة لتتخذ موضع حجز للرهائن؛ ولكن السيسيين لا يعلمون أو يستحمرون الشعب المصري، والجنود المتخرجين…

هناك ملاحظة فاتت بعض المحللين لهذه الحادثة، وهي وجود عدد من الجنود النصارى أثناء التدريب، وهذا له دلالة خطيرة، فلا بد أنهم استمتعوا بضربه وقصفه..

كان العلماء ولا يزالون يرون الاستهانة بالمساجد والقصد إلى الحط من قدرها بمثل هذه الأمور كفرا بالله تعالى… مع التمكين للنصارى من الشماتة بالمسلمين…

إن كان الشرع منعنا من الحكم بكفر من يقع منه الكفر إلا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع عند المفتي والقاضي، فالشرع لم يمنعنا من الشك في إسلامه…

فمن يتسامح في جعل مجسم مسجد عرضة لإطلاق النار ولو في تدريب عسكري، يبعد أن يكون في قلبه تعظيم لبيوت الله تعالى…

ألم يكن يستطيع هؤلاء أن يزيلوا الصومعة…؟!

ألا يعلم هؤلاء الأغبياء أنهم يصبون نارا على زيت فاسد يحرق الجميع…؟!

أم أنهم يفعلون ذلك عمدا حتى لا تتوقف أسطوانة “محاربة الإرهاب” إن حصل رد فعل طائش؟!

نقول للسيسي ومن معه وصلت الرسالة، ولنا وقفة بإذن الله مع الصليبية ودورها في العالم المعاصر وفي الأحداث المعاصرة..