اضطراب ثنائي القطب.. تقلبات مزاجية حادة بين الهوس والاكتئاب
هوية بريس – وكالات
يُصنّف اضطراب ثنائي القطب ضمن أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وتأثيرًا على جودة حياة المصابين به وأسرهم، لما يتسبب فيه من تقلبات حادة في المزاج تؤثر على التفكير والسلوك اليومي بشكل ملحوظ.
فما هو هذا الاضطراب؟ وما أعراضه؟ وما العوامل المؤدية إليه؟ وهل هناك سبيل للسيطرة عليه أو علاجه؟
🔍 ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
يعرف الأخصائي والمعالج النفسي فيصل طهاري اضطراب ثنائي القطب بأنه اضطراب نفسي مزمن يتميز بتغيرات حادة في المزاج، تتأرجح بين نوبات من الهوس وأخرى من الاكتئاب، تتخللها أحيانًا فترات من الاستقرار المزاجي.
🧠 الأنواع والأعراض حسب المختصين
🔹النوع الأول:
-
يتسم بمرور المريض بنوبات هوس حاد، يُرافقه شعور مفرط بالنشاط، والنشوة، والطاقة الزائدة.
-
تتبع هذه النوبات فترات اكتئاب شديد، يشعر خلالها المريض بالحزن العميق وفقدان الاهتمام بالحياة، وقد تراوده أفكار انتحارية.
🔹النوع الثاني:
-
يُعد أكثر تعقيدًا من النوع الأول، إذ يصاحبه هوس خفيف أو مختلط مع أعراض تشبه الفصام، منها الهذيان أو الانفصال عن الواقع.
🔹أبرز الأعراض المشتركة:
-
تقلبات مزاجية حادة: من الحزن العميق إلى الفرح المفرط في وقت وجيز.
-
سلوكيات اندفاعية: كالإفراط في الإنفاق أو اتخاذ قرارات مالية غير محسوبة.
-
ثقة زائدة بالنفس دون مبرر، إلى جانب تسارع في الكلام وتدفق غير منضبط للأفكار.
-
سلوكيات متهورة تؤثر على الحياة الدراسية أو المهنية.
-
خلال نوبات الاكتئاب، قد يعاني المريض من:
-
اضطرابات في النوم والشهية.
-
ميل للعزلة الاجتماعية.
-
أفكار سوداوية وانتحارية في بعض الحالات.
-
وأشار طهاري إلى أن تشخيص هذا الاضطراب قد يكون معقدًا نتيجة ندرته النسبية، ما يستدعي تدخلًا متخصصًا لتفادي الخطأ في التقييم.
🧬 الأسباب المحتملة وراء الإصابة
أكد طهاري أن أسباب هذا الاضطراب متعددة ومتشابكة، وتشمل:
-
العوامل الوراثية: وجود حالات إصابة في العائلة يزيد من خطر الإصابة.
-
الضغوط النفسية والاجتماعية: خصوصًا خلال مرحلة المراهقة، كالتعرض للصدمات النفسية أو البيئة العائلية غير المستقرة.
-
الاختلالات الكيميائية في الدماغ: خاصة على مستوى النواقل العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج.
💊 هل يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب؟
🔹خطوات العلاج:
-
تشخيص دقيق لحالة المريض من طرف مختص نفسي مؤهل.
-
توعية الأسرة بطبيعة المرض وأعراضه، باعتبار أن الدعم الأسري والمجتمعي يلعب دورًا أساسيًا في تجنب الانتكاسات.
-
العلاج النفسي المنتظم، خاصة عبر العلاج السلوكي المعرفي، لتدريب المريض على كيفية التعامل مع التقلبات المزاجية.
-
العلاج الدوائي: ويشمل عادة مثبتات المزاج ومضادات الاكتئاب، التي قد يستمر المريض في تناولها مدى الحياة تحت إشراف طبي.
🔹التحديات:
لفت طهاري الانتباه إلى أن الوصمة الاجتماعية تشكل أحد أكبر العوائق أمام علاج المرضى، حيث يخشى كثيرون من طلب المساعدة بسبب نظرة المجتمع السلبية، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية بشكل خطير.
❤️🩹 الصحة النفسية ليست ترفًا!
اختتم الأخصائي النفسي حديثه بالتأكيد على أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، داعيًا إلى تكثيف جهود التوعية لتشجيع الأفراد على تقبل العلاج النفسي، ومحاربة الأحكام المسبقة التي تحاصر المصابين بالأمراض النفسية، ومنها اضطراب ثنائي القطب.
