قائد الجيش الثاني (الجنرال أدم حدوتي) الذي أمر الجنود أول بالانسحاب وأعلن دعمه للشرعية، تم اعتقاله قبل قليل لانخراطه بشكل مباشر في العملية الانقلابية.
يعني بعد أن تأكد من فشل الانقلاب أراد إنقاذ رأسه فادعى البطولة، ومثله كثيرون سينكشفون تدريجيا، كانوا مع الانقلاب ومنخرطين فيه ولكنهم انسحبوا بعد أن تأكدوا من فشل عمليات اغتيال الزعيم #أردوغان.
عن نفسي أكاد أجزم أن قائد أركان الجيش أيضا متورط في #الانقلاب، وحتى الآن لم أهضم قصة كونه كان معتقلا من قبل الانقلابيين وأرجح أن قصة إعلان اختطافه كانت جزءا من الخطة الانقلابية لضمان بقائه على رأس الجيش في حال فشل الانقلاب. مع العلم أن أردوغان عين قائد أركان بالإنابة يمتلك من الصلاحيات تماما ما يمتلكه قائد الأركان الأصلي وهو ما يعني عدم ثقته في قائد الأركان الذي قيل أنه كان مختطفا.
كما أن قائد الأركان ومنذ انتشار خبر تحريره من الخطف لم يدلي بأي تصريح واحد واقتصر دوره على الظهور في كل المحافل خلف رئيس الوزراء وتحت قبة البرلمان دون أن يتكلم.
ما يمكن أن نتعلمه من تاريخ الانقلابات التي نفذها الجيش التركي سابقا، ومن المؤامرات التي سبق أن نفذتها جماعة #كولن هو أن معظم ما يظهر في الصورة هو ما خطط له أن يظهر وأن الحقيقة أكثر تعقيدا.
قائد الأركان قد يتبين تورطه، وحتى قائد الأركان بالإنابة ليس بعيدا عن الشبهات، وبعد فشل عملية الاغتيال سيتسابق كل قادة الجيش لإظهار ولائهم للديمقراطية، #الديمقراطية التي لم يتحرك أي فرد منهم جميعا للدفاع عنه قبل الظهور المفاجئ لأردوغان على قيد الحياة، أو قبل أن تنجح الشرطة والقوات الخاصة والاستخبارات في تغيير موازين القوى في الشارع.
يجب أن نعطي بعض الأهمية لفرضية أن الانقلاب انقلاب جيش كامل وليس انقلاب مجموعة من الهواة، وعندها سنفهم أن الحل لا يكمن في تقسيم الجيش إلى انقلابيين وشرفاء وإنما في معالجة الأسباب التي جعلت الجيش يفكر بأن بإمكانه أن ينقض على الحكم بعملية عسكرية.
عمليات التطهير داخل الجيش ليست سوى عمليات تقليم أظافر وتطويع لمؤسسة الجيش لصالح إرادة #الشعب والسلطة السياسية النابعة من هذه الإرادة، ولكن الطريق نحو قطع دابر الانقلابيين مستقبلا تبدأ عبر خطوات سياسية لتعزيز وتمتين العملية السياسية على المستوى الداخلي والخارجي.