اعرف ربك

24 نوفمبر 2025 17:07

هوية بريس – د.مصطفى العلوي 

اعلم -علمني الله وإياك- أن التوحيد والوساطة طرفا نقيض، لا يجتمعان إلا حيث اجتمع الضب والنون، ولن يحصل ذلك حتى يلج الجمل في سم الخياط.

التوحيد أن تعتقد جازما أن ربك الذي خلقك هو الذي يحيي ويميت، هو الذي ينفع -على الحقيقة- ويضر، هو الذي يرفع ويخفض، هو الذي يرزق المال والولد والزوجة والصحة والشفاء، هو الذي يقبل التوبة والعبادة والشعائر… فإن خطر بالبال في فعل ربوبي خاص بالرب الخالق أن غيره يملك منه نقيرا أو قطميرا، فذلك خلل في التوحيد.

وأما الوساطة بمختلف دركاتها وأحوالها فهي الشرك أو شعبه، وكل ميل قلبي إلى غير الله تعالى عند نزول البلاء أو عند العبادات أو عند طلب الحاجات فهو شرك أو رياء أو وسيلة من وسائل الشرك.

وأخطر الوساطات اتخاذ شيخ يعتقد العبد أنه لن يكون عبدا لله تعالى إلا بهذا الشيخ، وأن دينه ناقص بدون هذا الشيخ، وأن ذكره لربه متوقف على إذن ذلك الشيخ، وأن رضى الله موقوف على رضى هذا الشيخ… هذه عبادة للشيخ من دون الله، ولن تجد بينها وبين شرك الجاهليين فرقا إلا في الاسم مع شيء من التفاوت غير المؤثر.

فاحذر كل من يدعوك لاتخاذ الوسائط، تقديسا لها، أو إطراء، أو مبالغة في التعظيم، أو عقدا للولاء والبراء عليها، فكلها دعوات تضليلية لا تمت لتوحيد الله تعالى بأدنى صلة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة