الأرض تهتز تحت أقدام الفرنسيين في إفريقيا!!
هوية بريس- متابعة
تعيش فرنسا أسوأ أيامها في إفريقيا، بعدما انحسار مدّها في عدد من دولها، وبعد انقلابات عصفت بها في كل من مالي وبوركينافا سو والنيجر، وفي ظل أزمتها مع كل من المغرب والجزائر.
فقد قررت فرنسا الانسحاب من دولة مالي والخروج منها وهي تجر أذيال الهزيمة والفشل، بعد اتحاد الحركات العسكرية المالية مدعومة بقوى المعارضة والموقف الشعبي ضد الأجندة الفرنسية في البلاد.
وبعد حوالي سنة من ذلك، وجدة فرنسا نفسها في ورطة جديدة، اضطرت إثرها على الانسحاب من دولة إفريقية جديدة هي بوركينا فاسو، تحت ضغط نفس الشروط تقريبا، شعب ناقم على فرنسا وجيش لا يواليها.
ولم تكن بوركينا فاسو آخر المعاقل التي تخرج منها فرنسا، بل إن النيجر أخذت المبادرة هذه المرة بعد انقلاب مسنود شعبيا لتخليص البلاد من السيطرة الفرنسية.
ولم تكن فرنسا لترضى بهزيمة جديدة، وربما هي الأشد على مصالحها، نظرا للكنوز الدفينة تحت النيجر، من ذهب ومعادن أخرى، والتي تستفيد منها بلاد الإليزيه على حساب شعب النيجر صاحب الحق.
ولذلك قررت اللعب بكافة أوراقها، فدفعت “الإكواس” إلى اتخاذ قرار التدخل العسكري ضد الانقلاب، كما دفعت الاتحاد الأوروبي إلى إدانة ما يجري في ذات البلاد.
فكان رد المجلس العسكري بالنيجر واضحا وصريحا يغلق أبواب الرحمة على فرنسا، باتخاذه قرار “مواجهة موقف فرنسا اللامبالي ورد فعلها تجاه الوضع في النيجر، من خلال إبطال اتفاقيّات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع”.
يبدو أن واقعا جيوسياسيا جديدا يتشكل في إفريقيا، كما لا يبدو أن فرنسا ستحافظ على نفس حصتها السابقة فيه، في ظل تنامي أدوار كل من روسيا والصين وتركيا في المنطقة، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية قبلها جميعا.