تثير أزمة الصحراء المغربية توترات في العلاقات ما بين المغرب ودول أوروبية، وكان آخرها ألمانيا، حيث دفعت بوزارة الخارجية المغربية إلى استدعاء سفيرة الرباط في برلين للتشاور.
ورغم اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه في الأيام الأخيرة من عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلا أن دول أوروبية ما تزال لم تحسم موقفها من هذه القضية.
استدعاء سفيرة المغرب في برلين
والخميس، نقلت وكالة الأنباء المغربية عن وزارة الخارجية قولها إنها استدعت سفيرة البلاد في برلين، وذلك للتشاور على “خلفية الموقف الألماني من قضية الصحراء المغربية”، و”محاربة ألمانيا للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، تحديدا في الملف الليبي”.
ووصفت الخارجية سلوكيات ألمانيا بـ”العدائية”، و”غير المقبولة”.
وذكرت الخارجية أن ألمانيا حاولت استبعاد المغرب من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية التي تتعلق بليبيا، وكانت قد عقدت في برلين.
ملفات خلافية
الكاتب، عبدالرحيم توراني، قال في رد على استفسارات في هذا الشأن بالقول أن “الخلافات التي طرأت بين المغرب وألمانيا، لم تكن وليدة الساعة، وهي خلافات نشأت منذ فترة”.
وأضاف أن بيان وزارة الخارجية، يلمح إلى أن برلين “مست الوحدة الترابية للمغرب”، وهو ما كان يسبقه توترات دبلوماسية في نطاق محدود في فترة سابقة تتعلق بالملف الليبي.
وأوضح توراني أن الرباط كانت في فترة سابقة قد علقت “كل أعمال التواصل مع السفارة الألمانية وذلك بعد محاولة استبعاد المغرب من الاجتماعات التي المتعلقة بالشأن الليبي والتي كانت تجري في برلين”.
ولم يستبعد توراني وجود ملفات خلافية غير ظاهرة على السطح بين البلدين، والتي قد تكون مرتبطة بملفات اقتصادية أو عسكرية وسياسية.
وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية، كان هناك “شبهة تجسس ألمانية على المغرب”، كما يوجد تكهنات بأن الموقف الألماني غير الداعم لقضايا المغرب قد يكون جزءا من صراع برلين وباريس السياسي.
ويرى توراني أن العلاقات ما بين البلدين تتجه نحو “التأزيم الدبلوماسي”، وأن حل الأزمة قد لا يتعلق بتغيير وجهة نظر ألمانيا تجاه قضية الصحراء، “بقدر ما يتعلق بوقف محاولات تأثير ألمانيا على دول أوروبية لتبني وجهة نظرها”.
توتر مع إسبانيا
الخلاف مع ألمانيا حول قضية الصحراء المغربية ليس الأول بين المغرب ودول أوروبية، إذ إن الرباط كانت قد استدعت قبل نهاية أبريل الماضي، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن “سخطها” بسبب استضافة بلاده زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، لتلقي العلاج على أراضيها.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، في مؤتمر صحافي بعد ذلك “قدمنا للمغرب التفسيرات المناسبة حول الظروف التي أدت بنا إلى استقبال غالي في إسبانيا لأسباب إنسانية بحتة”.
وتابعت “عندما تزول هذه الأسباب الإنسانية سيغادر بالطبع إسبانيا”.
كثيرون يعلمون الصراع الخفي بين فرنسا وألمانيا حول النفوذ في البحر الأبيض المتوسط، خاصة في دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء. ولا يستبعد أن يكون الخلاف الألماني المغربي داخل في هذه اللعبة. والسؤال: ماذا تريد ألمانيا من المغرب؟
الجواب عن السؤال هو الحل.
كثيرون يعلمون الصراع الخفي بين فرنسا وألمانيا حول النفوذ في البحر الأبيض المتوسط، خاصة في دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء. ولا يستبعد أن يكون الخلاف الألماني المغربي داخل في هذه اللعبة. والسؤال: ماذا تريد ألمانيا من المغرب؟
الجواب عن السؤال هو الحل.