الأساتذة والإحصاء.. حين افتتح جلالة الملك الموسم الدراسي برسالة سامية

14 أغسطس 2024 20:59
الملك ينتقد الحكومة بسبب عدم تنفيذ مشاريع بالحسيمة ووزراء سيحرمون من عطلتهم السنوية

هوية بريس – د.خالد الصمدي

أيام قليلة تفصل المغاربة عن الدخول المدرسي والمهني والجامعي، دون أن يشعروا بشي جديد ينتظرهم، وعوض أن يناقش الفاعلون قضايا مستجدة في هذا الدخول، دخلوا في بوليميك مشاركة رجال ونساء التربية والتكوين في الإحصاء الوطني للسكان والسكنى، والذي بالمناسبة ليس شيئا جديدا منذ الاستقلال ولن يكون الأخير، وتركوا الأسر وحدها في ظل الغلاء “تخمم” مائة مرة في كيفية مواجهة متطلبات الدخول المدرسي بعد عطلة الصيف.

وإذا كان هذا الدخول يصادف احتفال المغاربة بذكرى مرور 25 سنة على تولي جلالة الملك العرش، فإنهم يذكرون أن جلالة الملك قد افتتح الموسم الدراسي 2000-2001 في سابقة من نوعها في الخطب الملكية ورسائله بتوجيه رسالة خاصة إلى شعبه الوفي ومن خلاله إلى أسرة التربية والتكوين، مما يعكس الأهمية الخاصة التي أولاها ويوليها جلالته لهذا الورش الوطني الكبير منذ بداية اعتلائه عرش أسلافه المنعمين إلى يومنا هذا.

وقد كانت هذه الرسالة ولا تزال مصدر فخر واعتزاز لأسرة التربية والتكوين، كما اعتبرت بمثابة خارطة طريق لانطلاق ورش تنزيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين.

قد تكون صورة ‏نص‏

والآن وبعد مرور 25 سنة على هذه الرسالة الموجهة، والتي شهدت المنظومة التربوية خلالها تحولات عميقة أهمها صدور أول قانون إطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي منذ الاستقلال، ودخوله حيز التنفيذ سنة 2019.

فقد أضحت هذه المسيرة في حاجة إلى تقييم واستشراف، كما أصبحت في حاجة إلى نفس وتعبئة جديدين لجميع الفاعلين وخارطة طريق لاتمام ورش الاصلاح في أفق 2030 من خلال تسريع تطبيق مقتضيات القانون الإطار الذي اعتبره جلالة الملك ملزما لجميع الحكومات وجاء ليقطع مع منطق الاصلاح وإصلاح الاصلاح، ومرت نصف مدة تنزيله 2019- 2024).

ولكن الملاحظ مع كامل الاسف أن هذا القانون رغم أهميته تعرض على مستوى التنزيل لتعطيل عدد من مقتضياته بعد تجميد المخطط التشريعي، وإلى التردد في تفعيل أخرى رغم صدور نصوصها التطبيقية، وذلك لأسباب غير معلومة ولا مفهومة مما يهدد بعدم تحقق الأهداف التي رسمها بعد مرور نصف مدة تنزيله، كما حذرت من ذلك تقارير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وبنك المغرب.

وأسهم هذا التردد والتعطيل في خفوت الأمل في الإصلاح الذي خلقه مسار المناقشة والمصادقة على القانون الإطار والشروع في تنزيل بعض مشاريعه.

وهذا ما جعل من الدخول المدرسي والتكويني والجامعي خلال السنوات الأخيرة محطة روتينية لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، لا تتجاوز مذكرات إدارية باردة وتوقيعات دخول جامدة.

بل هناك من حاول حتى اغتيال مبادرة مليون محفظة التي تطبع الدخول المدرسي ويعتبرها المغاربة اللقاء الرمزي الذي يعلن من خلاله جلالته عن انطلاق الموسم الدراسي الجديد.

ليظل أمل جميع المغاربة في مبادرة جديدة تعيد القطار إلى سكته بعد مرور ربع قرن على الشحنة الأولى.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M