الأساطير المؤسسة لفرنسة التعليم
هوية بريس – امحمد الهلالي
1- الفرنسية لغة العلوم لكنها لم تصمد أمام الانجليزية لغة العلم الحقيقية في فرنسا وتدخلت الدولة بقانون لحمايتها.
2- العربية ليست لغة العلم لكن بفضلها استعاد العالم المتقدم التواصل مع تراثه الفلسفي والعلمي بفضلها تم إنتاج الأساس العلمي لعدد من النظريات في مختلف حقول المعرفة وذلك عندما تم استعمالها في العلم والبحث والاقتصاد والتجارة والسياسة والتخلف هو مسؤولية العرب الذين فرطوا في استعمالها في المجالات التي تستعيد فيها أدوارها.
3- الطلاب يجدون صعوبة في متابعة الدراسة الجامعة بسبب تباين لغة التدريس بين الجامعي وما قبل الجامعي، لكن الطبيعي هو تعريب الجامعة لأن هذا المشكل سوف يتم نقله إلى مستوى ادنى فقط، حيث لن يتمكن تلاميذ الاعدادي إذا درسوا بالعربية من متابعة دراستهم بالثانوي إذا تمت فرنسته؛ وهكذا إلى أدنى مستوى وعوض تمكن فئات عريضة من الحصول على الباكالوريا في انتظار معالجة إشكال فرنسة الجامعة، سوف نعود إلى النسب العالية من الهدرس المدرسي في الابتدائي والإعدادي ثم في الثانوي.
4- الفرنسية تساعد على الاندماج في سوق الشغل؛ والسؤال هو هل خريجي الجامعات الحاصلين على شهادات عليا في الجامعات بالفرنسية تمكنوا من الاندماج في سوق الشغل وهل هناك دراسة تؤكد أنهم أكثر ولوجا لهذا السوق من نظرائهم من الدارسين بالعربية؟ ثم ما هو أكبر سوق للشغل بالمغرب أليس الدولة سواء بالتوظيف أو بالاستثمار العمومي الذي يفتح للمقاولات عن طريق الصفقات العمومية؟ فلماذا لا تفرض الدولة اللغة الوطنية التي يقرها دستورها وتترك الهيمنة للغة الأجنبية؟
5- التمكن من اللغات شرط لتحسين جودة التعليم، لكن هل الخيار الوحيد لإتقان اللغات هو تدريس المواد العلمية التي لا تتجاوز مصطلحاتها حسب الخبراء 3 في المائة هو الكفيل بتمكين الطلبة من هاته اللغات؟ أليس تطوير تدريسها محتوى ومقاربة وبداغوجية وتحفيزا لأساتذتها هو الكفيل بذلك؟ ولماذا يتمكن طلابنا من امتلاك اللغات الأجنبية فرنسية وألمانية وانجليزية وروسية وتركية ومختلفة اللغات الأخرى في مدة قصيرة لا تتجاوز السنة، ويتمكنون من الحصول على شهاداتهم العليا عندما يدرسونها بمناهج جيدة في الخارج بدون مشاكل؟ ولماذا يحصل تلامذتنا المتابعين لدراستهم بالعربية على نتائج متقدمة في المنافسات والأولمبيات الدولية حتى قبل اعتماد الباكالوريا الفرنسية؟
6- تناقض بعض المدافعين على العربية باإرسال أبنائهم إلى البعثات الأجنبية أو إلى القطاع الخاص، لكن هل تم القيام بأية دراسة تثبت أن الأسباب التي تدفع أقل من 16 في المائة من المغاربة في المدن الكبرى إلى هجر المدرسة العمومية هو اللغة وليس التخريب الممنهج الذي تعرضت له المدرسة العمومية بحطام السياسات المنتهجة طيلة أزيد من نصف قرن وهو تخريب قيمي واخلاقي وبيداغوجي وقتل روح الابداع لدى أساتذتها بتفقيرهم والحط من كرامتهم، مما جعل هاته المدرسة العمومية وكرا للعنف والمخدرات والسلوكات المنحرفة، ثم بسبب نمط حياة هاته الفئات التي يفرض عليها نمط عمل الأب والأم على ترك أبنائهم في مدرسة متعددة الوظائف من أول اليوم إلى آخره، ولو كان السبب اللغوي لذهب هؤلاء إلى البعثات الانجليزية والصينية بالدرجة الأولى لكي يشتغل أبناؤهم في المقاولات العابرة للقارات التي تدر دخولا مجزية عوض البقاء في الفضاء الفرنسي المتخلف.