الأسباب السبعة “لدموع” عبد المجيد تبون
هوية بريس – الصادق بنعلال
أن يوجه السيد عبد المجيد تبون رئيس الجزائر خطابا إلى شعبه من داخل البرلمان أمر مستساغ وطبيعي ومطلوب، كما نجد ذلك في مختلف الدول هنا وهناك، لكن أن يتجنب هذا الرئيس ضمن الخطاب التطرق للقضايا الداخلية المتأزمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. ويركز على مواضيع خارجية (فرنسية ومغربية) بعيدة كل البعد عن أفق انتظار الشعب الجزائري الشقيق المغلوب على أمره، هذا ما يثير الاشمئزاز والقرف والتفاهة. لكن ماهي الدواعي والأسباب التي حدت بهذا الرئيس إلى انتهاج هذا المسلك الموغل في العدوانية، والتعاطي غير الأخلاقي مع قضايا الآخرين والتدخل السافر في شؤون الغير، وجعلته يذرف دموع التماسيح؟ يمكن الإجابة على هذا التساؤل من خلال الأسطر التالية:
١- يقينه بطي ملف الصحراء الغربية المغربية بصفة نهائية لصالح المغاربة أصحابها الأصليين الشرعيين.
٢- علمه بأن المملكة المغربية بصدد عرض قضية الصحراء الشرقية المغربية على أنظار المؤسسات الدولية المختصة، لاسترجاعها وضمها إلى الوطن الأم، بشكل قانوني لا لبس فيه.
٣- مضي ٦٢ سنة على استقلال الجزائر دون إحراز أي إنجاز تنموي يذكر؛ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ..
٤- فشل النظام الجزائري رغم محاولاته الدائمة والمتواصلة، في استفزاز المغرب وجره إلى حرب مدمرة، خاصة وأن هذا النظام العسكري لا يملك ما يخسر، فعلى الأقل بالنسبة إليه أن يعمل على إيقاف المغرب وعرقلة مسيرته التنموية التي لن تعود إلى الوراء.
٥- اصطفاف أحرار العالم، ومعظم الدول الأوروبية والأمريكية والأفريقية والآسيوية .. إلى جانب مبادرة الحكم الذاتي المقترحة من قبل المغرب، ليعيش الجميع في أمن وسلام وازدهار.
٦- انفضاح النظام الجزائري المتهافت أمام الجميع، وتيقن الكل بالصوت والصورة عالية الجودة بأن هذا النظام غير السوي، لا يدافع عن حق المحتجزين في تندوف في “تقرير المصير”، وإلا فإن الشعب الوحيد الذي لم يقرر مصيره بعد هو الشعب الجزائري الشقيق، الذي عبر عن عدم رضاه (مانيش راضي) عن حياة الطوابير والقهر والاضطهاد! وإنما يسعى سعيا إلى الوصول إلى المحيط الأطلسي، عبر حصان طروادة (الجمهورية الصحراوية الوهمية).
٧- إيمان النظام الجزائري بأن الشعب الأبي في الجارة الشرقية لن يهدأ له بال حتى يطيح بالدولة العسكرية، ويقيم مكانها دولة مدنية ديمقراطية، تضمن احترام حقوق الإنسان، وتنشر قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، وتؤسس لانتخابات نزيهة تتصارع فيها أحزاب سياسية وطنية على قدم المساواة، ويكون التداول على السلطة في مناخ سلمي متحضر، يشمل الفصل بين السلطات واستقلالية القضاء والإعلام!