الأستاذ ادريسي يكتب: تبصرة الغافلين بحقيقة المنافقين

29 ديسمبر 2024 14:33

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي

آية واحدة في كتاب الله تفسر لك كل ما يحدث حولك من فتن حالكة أراد بها أصحابها أن يفسدوا على المغاربة دينهم ودنياهم، قال تعالى: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب)، فهذه الآية لما ذكرت المنافقين سمتهم إخوانا لليhود مرشدة بذلك إلى حقيقتهم وأوصافهم التي نذكر منها:

أولا: أن ولاء المنافقين للعدو الخارجي (إخوانهم من اليهود) وهذا ما يفسر الحماس الزائد من البعض في نصرة الكيان المزعوم مخالفين بذلك توجهات البلد ملكا وشعبا؛

ثانيا: المنافقون هم الأدوات الداخلية التي تنفذ كل ما يحاك ضد بلدنا الحبيب من مؤامرات تستهدف أمنه واستقراره وتعيق الجهود التنموية والورشات الإصلاحية الكبيرة والواعدة التي يقودها أمير المؤمنين أدام الله له العزة والنصر قال تعالى (هم العدو فاحذرهم

ثالثا: العمل على هدم مؤسسة الأسرة ومسخ هويتها بتعسيير سبل الزواج ومحاربة الفضيلة في المجتمع سيرا على نهج إخوانهم؛

رابعا: الحماس الزائد في نشر الفواحش والرذائل في المجتمع وتذليل طرقها وتيسير سبلها إرضاء لإخوانهم وجريا وراء شهواتهم قال تعالى كاشفا عن حقيقتهم وخبث نياتهم وفساد قلوبهم: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة

خامسا: محاربة الشريعة الإسلامية وتغيير قوانينها وتبديل أحكامها قال تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا

سادسا: الإفساد في الأرض بكل أشكاله والتشجيع عليه والاستخفاف به سواء كان ربا أو رشوة أو نهب المال العام أو غير ذلك قال تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

سابعا: الواجب علينا جميعا بعد هذا البيان أن نحذر المنافقين ونحذر منهم لا أن أن ننتظر دعمهم أو نرجو نصرهم أو نأمل خيرهم قال تعالى: (وجاهدهم به جهادا كبيرا) أي بالدليل والبرهان والحجة والبيان معتمدا في ذلك على السنة والقرآن ومقتفيا أثر النبي العدنان آخذا بسنة التدافع التي لا يتحقق النصر إلا بالأخذ بأسبابها والعمل بمقتضياتها وقوانينها، قال تعالى: (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

واحذر في طريقك البرودة المقيتة حذرك من الحماسة الزائدة فإنها أشد أنواع التطرف فالساكت عن الحق شيطان أخرس.

والله الموفق للصواب.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M