الأعياد الدينية.. هل هي للرحمة والتكافل أم فرصة للربح وزيادة الأسعار؟
هوية بريس – عمر زياد
هل العيد مناسبة للتراحم والتعاون والتضامن والبحث عن الأجر والثواب؟ أم فرصة لا تعوض للربح وزيادة الاسعار دون اكتراث بأهمية العيد و مقاصده الاخلاقية و الدينية؟
ما لا يفهم هو كيف تكون الاسعار مستقرة في الأيام العادية في حين ترتفع جنونيا باقتراب العيد او رمضان؟
أليس الاجدر ان تنخفض في كل مناسبة دينية حيث كل الناس يتهافتون على شراء ما يلزم من خضر و ملابس و حاجيات لإدخال الفرحة على ذويهم خصوصا الاطفال و الصغار؟
بغض النظر عن التداعيات الاقتصادية والسياسية، لا شيء في الحقيقة يبرر ارتفاع الاسعار هذه الايام لمجرد عيد الأضحى أو دخول رمضان او عيدا من الاعياد ظنا من البعض أنها فرصة سانحة امام ارتفاع الطلب على بعض المنتوجات الاستهلاكية في فترة قصيرة من الفترات حيث يكون الناس مضطرين للشراء و التبضع رغم هشاشة وضعهم المادي.
إنه من اللاإنسانية و اللاأخلاق أن تستغل المناسبات الدينية في ارهاق المواطنين و اثقال كاهلهم بمصاريف اضافية لا مبرر لها و لا داعي منها بل لا تمت للاسلام بصلة. ما دام كل التجار خصوصا الكبار منهم و المضاربين مسلمون مؤمنون يدخلون المساجد و بعضهم يحفظ القرآن و سنة النبي صلى الله عليه و سلم و مع ذلك لا أحد – إلا القليل منهم- يفكر في الرأفة بالناس و اعتبار العيد مناسبة لمزيد من التقرب الى الله و كسب رضاه. كيف ينامون مطمئنين و قد احزنوا أسرا كثيرة و ادخلوا الضيق و الغم على الفقراء بعلم او بغير علم. لابد لهذا السلوك ان يتغير و أن يعي الكل عبث ارتفاع الاسعار كل مناسبة لأنه ليس من شيم الدين و لا الاخلاق التي ربانا عليها ديننا الجميل.
كما على الدولة ان تراقب بحزم و صرامة كل زيادة في الاسعار و معاقبة المتسببين في ذلك خصوصا أيام الاعياد و رمضان لأن المنطق و المعقول و الواجب هو العكس. اي ان تنخفض تلك الاسعار في مثل تلك الايام اعتبارا لقدسيتها و رأفة بالناس لتكتمل الأفراح و تعم السعادة كل الاسر بكافة المستويات.