الألعاب بين التسلية المباحة والميسر المحرَّم

الألعاب بين التسلية المباحة والميسر المحرَّم

هوية بريس – متابعات

تشهد بعض الساحات والفضاءات العامة انتشار ألعاب يطلق عليها “ألعاب الحظ” مثل رفع الدمى من الصندوق الزجاجي، لعبة المسدس، النبل، أو رمي المعلبات، حيث يدفع الشخص مبلغاً محدداً مقابل محاولة للفوز بجائزة قد ينالها وقد يخسر ما دفعه بالكامل.

هذه الألعاب، وفقد ذ.نبيل العسال، تبدو في ظاهرها تسلية بسيطة، لكنها تخفي في حقيقتها جانبا خطيرا، إذ تقوم على نفس آلية الميسر الذي حرمه الشرع، حيث يدفع اللاعب المال وهو متردد بين الغُنم والخُسران.

وشدد المحاسب المعتمد والمستشار المالي أن هذه الألعاب ليست مجرد تسلية بريئة، بل حقيقتها أنها قمار صريح، لأن اللاعب يدفع ماله وهو متردد بين الغُرم والغُنم: قد يخسر كل ما دفعه، وقد يربح جائزة، ويلحق بهذه الألعاب المحرمة لوطو وطوطوفوت وغيرها كثيرة “LOTO TOTOFOOT” …

وأضاف مستحضرا قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالْأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].

والقاعدة الفقهية: كل معاملة تقوم على دفع مال مقابل احتمال ربح أو خسارة فهي تدخل في الميسر المحرَّم، ولا يغيّر حقيقتها كونها في صورة لعبة أو تسلية.

كما وجه ذ.العسال إلى وجوب التفرقة بين التسلية المباحة والقمار المحرَّم؛ موجها الرأي العام بقوله: “إذا كان الدفع فقط مقابل الخدمة أو التسلية، من غير ارتباط بجائزة ولا ربح مادي، فهذا جائز بشرط عدم الإسراف، الأذى أو الضرر، أمّا إذا كان الدفع مقرونا بجائزة محتملة، بحيث يربح أو يخسر، فذلك هو عين القمار والميسر المحرَّم”.

معقبا بقوله: في بعض الحالات، يدفع الشخص مبلغا محددا (مثلا 10 درهما) ليأخذ “بيضة” أو كرة لا يعرف ما بداخلها، لكن يجد فيها دائما شيئا مضمونا، قريبا من قيمة ما دفع. هذا النوع اعتبره الفقهاء غررا يسيرا يُتجاوز عنه، وتكون المعاملة بذلك جائزة والله أعلم.

هذا ويحذر مختصون من أن هذه الظاهرة تساهم في ترسيخ سلوكيات غير تربوية لدى الأطفال والشباب، حيث يتحول اللعب من تسلية بريئة إلى تعلّق بالمقامرة، بما يحمله ذلك من مخاطر اجتماعية ونفسية على الأسرة والمجتمع.