الأمازيغية ليست ملكا لكم أيها الغلاة

هوية بريس – ذ. إبراهيم الطالب

يظن الغلاة المتأمزغون أن ملف الأمازيغية حكر لهم وعليهم، ملف الأمازيغية الذي يستهدف بسببه الشيخ الجليل سيدي الحسن بن علي الكتاني، هو ملك مشاع بين كل المغاربة العرب والأمازيغ، ويجب أن يشارك الجميع في الحد من أدلجة هذا الملف واستغلاله في المزيد من التناحر بين مكونات الشعب المغربي.
الحدة التي تعامل بها بعض المحسوبين على الأمازيغ وتدني مستوى خطابهم وسوء أدبهم مع انتقاد الشيخ الكتاني لإضافة حروف التيفيناغ إلى الأوراق النقدية هو أمر شنيع غير مقبول على الإطلاق.
فما كتبه الشيخ ليس فيه أي مساس بالثقافة والهوية الأمازيغية لأن موضوع كتابة الأمازيغية به، هو موضوع قابل للنقاش، والأخذ والرد، ولو كان الأمر قد حسم بالقانون، لكن الجميع يعرف السياقات السياسية الملتبسة التي اكتنفت الموضوع، حيث عرفت مسألة حرف التيفيناغ لوحدها خلافا واسعا بين زعماء الحركة الأمازيغية نفسها في وقتها.
ونعتبر تغيير الكتابة الأمازيغية من الحرف العربي الذي ظلت تكتب به طيلة قرون لا يخدم الثقافة الأمازيغية ولا هوية الأمازيغ، وقد تولى كبر فصل الأمازيغية عن اللغة العربية علمانيو الحركة الأمازيغية الذين يَرَوْن في الحرف العربي دخيلا على المغرب وهويته، فهؤلاء محاربون لا يناقشون، ومحرفون للكلام خدمة للإيديولوجيا.
كما أن منهم تجارا يتاجرون بالقضية، من أجل أن تستمر استفادتهم، يؤججون الخلاف دون مسوغ ولا طائل سوى التشغيب ونشر الاحتراب الطائفي بين مكونات الشعب المغربي المسلم الذي أصبح من شبه المستحيل الحديث بشأنه عن شعب أمازيغي وشعب عربي، ولا يقبل هذا الفصل سوى من يقبل فصل رأسه عن جسده.
وكيف يعقل من الناحية العقلية المنطقية أن نترك الحرف العربي الذي تحتوي الخزانة العلمية الثقافية الأمازيغية على آلاف الكتب والرسائل تنوعت فشملت فنونا من أدب وشعر وتاريخ وتفسير وفقه، لنحيلها على حرف التيفيناغ الذي لا يعرفه إلا قليل القليل القليل، ويحتاج إلى قرون طويلة وشروط كثيرة حتى ينجح كلغة للتواصل الكتابي بله أن ينجع في ميدان العلوم ويحصل به الإبداع.
إن فرض حرف التيفيناغ وفصل حرف العربية عن الأمازيغية وإرهاب غلاة المتأمزغين العلمانيين هو شبيه بفرض الحرف اللاتيني من طرف غلاة الأتراك العلمانيين الخونة، الذين أصروا بإيعاز من الإنجليز بعد إلغاء نظام الخلافة الإسلامية على قطع صلة العرق التركي بكل ما هو عربي وإسلامي، وبالفعل تم إهدار ستة قرون من الحضارة العثمانية تحاول الحكومة التركية اليوم استدراك الأمر بعد مضي قرابة القرن من الزمن.
على أبناء الأمازيغ الشرفاء أن يتصدوا لهذا التطرف الذي يريد أدلجة ملف الثقافة الأمازيغية وهويتها من أجل حرب الإسلام والمسلمين، فالبارحة المقرئ أبو زيد واليوم الشيخ الكتاني، هذه جريمة يجب على الجميع شجبها والتصدي لها، لا نريد احتقانا شعوبيا ولا حربا طائفية ولا تطاحنا عرقيا.