الأنوار الإسلامية على القضايا الفردية للزواج: المرأة وتدبير المال

مقدمة

 الرسول صلى الله عليه وسلم قال “نساء قريش أفضل نساء ركبن الإبل أحناه على طفل في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده” هذا الحديث يبين أن معرفة المرأة بتدبير المال والتي ترعى الزوج في ذات يده فلا تبذر ولا تكلفه ما يفوق طاقته يزيدها فضلا بل هو من المعايير الأساسية التي توزن بها النساء.

المرأة ومدخول الزوج 

من الابتلاءات التي تواجهها المرأة في بداية زواجها المبلغ الذي يضعه زوجها بين يديها في بداية كل شهر فأول ما ينبغي أن يقع قلبها شكر الله على ما جاءها والرضى بما قسم الله فإن لم تفعل ذهبت بركة ما جاءها من مال لقوله صل الله عليه وسلم “إن الله يبتلي العبد فيما أعطاه فإن رضي بما قسم الله له بورك فيه وإن لم يرض لم يبارك له فيه ولم يزد على ما قسم الله له” ثم عليها أن تفكر في الصدقة ولو بجزء بسيط منه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر ” ارضخي ما استطعت ولا توعي فيوعى الله عليك” ومعنى الرضخ العطاء اليسير ومعنى لا توعي أي لا تغلقي فم القربة والمقصود هنا واضح أي لا تمنعي ما عندك بل أعط منه ولو شيئا يسيرا. ثم عليها شكر زوجها على ما جاء به داعية له بمزيد من التوفيق ومزيد من الخير والبركات ثم تنظم النفقات حسب الأهم فالأهم تاركة دائما هامشا للطوارئ تما قال تعالى ” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا”.

كسب المرأة

 أول ما ابدأ به هذه الفقرة هو التنبيه على أن مدخول المرأة لا علاقة له بشهاداتها فلا يلزم من غياب الشهادات أن يكون المدخول هزيلا أو أن الأمر يتطلب العمل فيما تكره لتكسب.

وأعطي مثلا واحدا: امرأة كانت تصنع حلوى شبيهة بما يسمى “كوكيز” وكانت لذيذة تعجب كل من تذوقها فأشاروا عليها بفتح محل لصناعتها وبيعها ففعلت ونجح المشروع حتى تطورت الأمور إلى صنع الحلويات في مصنع وبيع داخل وخارج بلدها وتحولت إلى ثرية من كبار أثرياء العالم فلماذا ونحن مسلمون نسيء الظن بالله ونشك في قدرة الله ونربط الموضوع دائما بالمستوى الدراسي.

أين هو الإيمان بان الله هو الرزاق ؟ فيباح للمرأة أن تعمل و تكسب دون التضحية بدينها , ولتفكر فيما يمكن أن تنفع به الناس و لتلتجئ إلى الله لتوفق في مساعيها للحصول على المال الوفير. و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم فلا يقل : اللهم اغفر لي إن شئت و لكن ليعزم المسالة و ليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء أعطاه” . فكم من امرأة لم تضع قدمها قط في مدرسة و لها من الأراضي الفلاحية و الأنعام ما لا يملكه كثير من أصحاب الشهادات . و الله قال في الحديث القدسي : ” أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء”. فلا عجب أن ترى في الحضيض اللاتي يؤمن بالشهادات العليا و ليست حائزة على شيء منها. نعم أختي يمكنك الكسب من الحلال و كسب مال كثير إذا وفقك الله للطريقة و سعيت في الأسباب بإذن الله ، فتجمعي بين سعادة الدنيا و الآخرة.

حصول المرأة على ما تريد

 حصول المرأة على شيء تريده يعني حصولها عليه من الله تعالى و قد قال الله في كتابه: “ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده”. فإن أخذت فقد أعطاها الله و إلا فقد منعها الله. فلا نلوم أحدا من البشر إذا لم ننل شيئا نرغب فيه فالمرأة إذا أرادت شيئا يمكنها إخبار زوجها دون ضغط أو إلحاح ،و إنما تلح في دعائها لربها فان استجاب الله لها فستنال ما تريد إما عن طريق الزوج أو طريق غيره. و لتحرص على حفظ و صون علاقتها بالزوج طيبة و لا تفسدها بكلام جارح متى ما منعها الله شيئا تريده لنفسها أو أولادها.

خاتمة 

أهم نقاط هذه الكلمة، سعة الرزق ليست رهينة بالمستوى الدراسي، يمكن للمرأة أن تكسب الأموال الكثيرة دون لجوء للحرام أو تضييع لحقوق الآخرين.

على المرأة أن تحسن تدبير المال و لتستعن على ذلك بشيء من الزهد و العفاف و الله ولي التوفيق.