الأنوار الإسلامية على القضايا الفردية الزواج: الاختيار
هوية بريس – محمود البكوش
- مقدمة:
أول خطوة في زواج سعيد هي حسن الاختيار وأول العوامل التي تؤدي إلى زواج كارثي هو سوء الاختيار . فما هي الأسباب التي تؤدي إلى اختيار موفق ؟ وما هي التي تؤدي إلى الاقتران بمن نندم على زواجنا منه ؟.
- أخطاء عامة:
الأمن من مكر الله : هكذا أصف من يقول في نفسه قد وفقت للدين والصلاة والتوبة فسأوفق للزوجة المثالية .لا يا أخي لا تخلط الأمور! ولا تفرح قبل الوقت . فكما دعوت الله بالهداية والتوبة فاستجاب لك فكذلك فادعه بالزوجة المواتية ولا تغتر بتوبتك ولا بصلاتك قال تعالى : “ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما …” فما أنت بأفضل من نوح ولا من لوط عليهما السلام.
إن كنا متقيدين بالشرع فلن تكون بيننا مشاكل. وجواب هذا أن عددا من الأفاضل وقع بينهم طلاق كطلاق زيد بن حارثة لزينب وطلاق الزبير لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عن الجميع . الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها اءتلف وما تناكر منها اختلف فقد يكون بين رجل صالح وامرأة صالحة من الاختلاف بسبب التربية والوسط وغير ذلك ما يجعل العشرة بينهما مستحيلة.
بعضهم يقول : ” أتزوج أيا كانت ثم أغيرها بعد الزواج ” . أين هذا من قول الله تعالى :” إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء “. فخطأ فادح أن تظن أنك تستطيع تغيير من تزوجت من الانحراف إلى الاستقامة أو من التهاون إلى الانضباط مع الشرع.
الإقدام على الزواج بمن لا تعجبه لأن الآخرين أقنعوه بها وهذا من الأخطاء التي يقع فيها بعض الشباب الذي لا يفهم ما تريده المرأة فعند أول لقاء تظن المسكينة أن الذي تزوجها قد امتلأ قلبه من حبها وانتشى دماغه من الإعجاب بها فإذا به يصدمها بقوله: “لم تعجيبيني لكن أقنعوني أنك طيبة وأنك امرأة صالحة” فلا تسأل عن صدمة المرأة ولا تسأل عن حالها بعد.
طالب علم! إذن لا تسأل عن أي شيء آخر! بعض النساء تظن أن كون الرجل منسوبا لطلب العلم فهذا دليل على الدين والخلق والتقوى وكل وصف جميل. الرسول صلى الله عليه وسلم قال” خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية إذا فقهوا ” فكيف كان قبل طلب العلم ؟ من الخيار أم من الأشرار؟ ثم هل هو مخلص في تعلمه للعلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم” والمقصود بالدين التقوى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ولم يقل أعلمكم.
“أريد زوجا صالحا”! تجد بعض النساء ترغب في الزوج الصالح وتدعو بذلك غير ناظرة لحالها مع الله عز وجل فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الزواج من الأكفاء أي ممن هو نظير لك في الدين، فإذا كان الفرق في الدين شاسعا فلن يكون هناك تفاهم، ستراه متشددا ويراها مفرطة. ثم إن الصالح قد يتعرض لابتلاءات لا تطيقها خفيفة الدين فتسئ الظن به أو قد تجزع وكل هذا خطر على دينها . فعلى كل من الرجل والمرأة أن يرغب في الكفء أي الذي يكون مستواه قريبا منه.
حسن الاختيار:
مما سبق يمكن أن نستشف بعض الأسس التي من شأنها أن توصلنا إلى اختيار حسن لشريك حياتنا بإذن الله.فمن ضمن ذلك الدعاء بالتوفيق والبحث عن الكفء والنظر في تقوى الشخص لا في علمه والزواج بمن يشبهنا ومن هو قريب منا طباعا وشخصية. شرعت النظرة قبل الزواج وعند التقاء نظرة الخاطب بالمخطوبة يشعران إما بارتياح أو انقباض فالشعور بالارتياح علامة طيبة ودليل على التفاهم فيما بعد, والشعور بالانقباض يقول لك :” ابحث عن غيرها ولا تتردد ” . ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ألا يتزوج من لم تعجبه .
فقد جاءت امرأة وقالت أنها وهبت نفسها له فنظر إليها , صعد فيها وخفض ثم طأطأ رأسه , فلم يوافق على الزواج منها ولم يقبلها , ولا ينبغي أن يكون في ذلك أي حرج ولا ينبغي أن يتهم من نظر إلى فتاة ثم انصرف عنها بأنه : “كيتفلا ” بل لم تعجبه فتركها لمن يعجب بها ويحسن معاشرتها.