الأنوار الإسلامية على القضايا الفردية الزواج: الرجل الذي تحترمه المرأة
هوية بريس – محمود البكوش
مقدمة :
هل القوة والضعف صفتان لازمتان لمن اتصف بإحداهما أم يمكن تغييرهما ؟ أي هل يمكن للضعيف أن يصبح قويا والعكس ؟ عندما كنت صغيرا كانت ترعبني كلمة : فلان ضعيف الشخصية فكنت أتساءل:” هل أنا ضعيف الشخصية أم قويها” والجواب أن هذا يترتب على ما تقوم به وما تتركه.
فنعم من الممكن أن يصبح الضعيف قويا والعكس فما أسباب قوة الرجل وما أسباب ضعفه؟
الرجل الذي تحترمه المرأة وتحبه:
للمرأة غريزة في التعرف على قوة الرجل من خلال بعض التصرفات التي تقوم بها ثم تبني عليها حكمها على زوجها. ولا ينبغي للزوج أن يغضب من اختباراتها فهي من أنوثتها وطبعها وغريزتها. ثم لا ينبغي أن يسأل عن كيفية اجتياز اختباراتها, فمن كان قويا اجتازها بطبيعة الحال ومن كان ضعيفا رسب فيها.
فالأحرى بالرجل أن يعرف الأمور التي تقوي قلبه (أفضل هذه الكلمة على “شخصيته”) ثم يعمل بها . فهذا من أسباب نجاح زواجه.
-التقوى وأسبابه: قوة الرجل تبدأ من نفسه فبتغلبه على أهوائه وبعمله بالتقوى يصبح أقوى فأقوى. وينبغي أن يأخد هنا بالأمور التي تعين على التقوى وأولها الصلاة لاسيما قيام الليل لقوله تعالى:”إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” إضافة إلى الصوم لقوله تعالى “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” والتنفل بعد أداء الفرائض بالذكر وأنواع النوافل لقوله تعالى في الحديث القدسي “ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به” أي أن الله يوفقه فلا يفعل بجوارحه إلا ما يرضي الله.
-الإحسان : من كان محسنا في شأنه كله كما قال رسول الله صلى عليه وسلم “إن الله كتب الإحسان على كل شيء”فكان متقنا في عمله ومحسنا في معاملة الخلق مجانبا للغش والخديعة والمكر, فهذا من شأنه أن يكون قوي القلب.
-الجد: فالجاد مع دينه الذي لا يعبد الله كما اتفق أو يكتفي بفعل ما يرى الناس يفعلون, بل يتعلم العلم الصحيح ويعتني بالقرآن قراءة وفهما, والجاد في عمله الذي لا يحب أن يترك الثغرات أو يكتفي بالحد الأدنى. والجاد في تربية أولاده ينتبه لمواقفه أمام الأولاد وإلى القدوة التي يعطي لهم , ويعمل على أن يكون في كل ذلك موافقا لتعاليم الإسلام.
الرجل الضعيف
من أخد يتبع أهواءه ويفرط في أمور دينه , ثم لم يبال بأداء واجبات عمله من انضباط وإتقان وجعل يتصرف مع الناس حسب انفعالاته فسيسير من ضعف إلى ضعف. وتنضاف أمور أخرى من بالغ الأهمية أن نعرفها.
-الأماني دون عمل : من الناس من يشتكي سوء حاله , فإذا بينت له ما ينبغي أن يغير في نفسه وفي وضعه حتى تتغير أحواله لا تراه يفعل شيئا من ذلك , بل يبقى على ما هو عليه.قال الله تعالى:”كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه” من أراد شرب الماء هل ينتظر من الماء أن يصعد إليه من البئر بل اعمل على تناوله.
-كثرة التسلية: بعض الناس يسرف في الترفيه من جلسة في المقهى إلى لقاء مع صديق إلى مشاهدة التلفزة إلى …. وهذه غفلة وقد قال تعالى :”فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب” فما إن تنهي أشغالك وتأخذ لك الحد الأدنى من الراحة, انطلق فيما يقربك من الله من قراءة قرآن أو ذكر أو صلاة……
-قبول الهزيمة: بعض الناس لا يفلح في شىء , لأنه لا يستمر في شىء وما إن يواجه صعوبات البداية حتى ينسحب من ساحة الوغى , وهذا يورث مقتا للنفس وضعفا وحسدا للناجحين.
خاتمة:
حتى تكون محترما عند نفسك وعند الناس وعند زوجتك , خذ بأسباب القوة واجتنب أسباب الضعف . والأمر بين يديك في كل لحظة . قال تعالى : ” لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر “. فإما أن تكون سائرا إلى قوة أو إلى ضعف. بسيرك إلى أسباب قوتك ستجتاز اختبارات المرأة بتلقائية وستفوز بتقديرها وبالسعادة في زواجك.
كثرة الإهانة والانتقادات والمقارنة واللوم=العذاب النفسي لدى الزوجة