الإدارة التربوية بين الحس التربوي والتسيير الإداري
هوية بريس – أنوار المرواني
لا يخفى على المشتغل في المجال التربوي مختلف الصعوبات التي يعرفها مسلك الإدارة التربوية، سواء على صعيد التدبير اليومي للمؤسسة التعليمية، أمعلى صعيد التخطيط والتدبير الشهري والسنوي، إضافة إلى المشاريع المتعلقة بالمؤسسة والتي تتطلب العمل على إشراك مختلف المتدخلين الاجتماعيين والفاعلين المحليين، وهو الأمر الذي يجعل من عمل المدير أو المتصرف التربوي يبذل مجهودات ضخمة من أجل السير على نسق متواز بين مختلف المسارات.
لكن الأمر الذي يجب الإشارة إليه، والذي ينبغي أن يكون الشغل الشاغل لكل مسؤول عن الإدارة التربوية هو إعطاء الأهمية القصوى للمهام التربوية داخل المؤسسة التعليمية، ذلك أن المدير الناجح هو من يجعل من طاقمه التربوي فريقا ناجحا، لأن ذلك سيؤثر بشكل إيجابي على سير المؤسسة، ويجنبها كل ما يمكن أن يعيق سيرها العادي، أو يعمل على إحداث خلل في التنظيم التربوي، فمهما كان العمل الإداري للمتصرف التربوي ناجحا، فإن المؤسسة لا يمكنها أن تكون ناجحة إلا إذا كان الجانب التربوي يغلب فيها على الجانب الإداري،وذلك بناء على مجموعة من الاعتبارات، من أبرزها:
– إن المشتغل بمجال التدريس يحتاج دائما إلى من يدعمه ويمده بكل ما يحتاج من وسائل تعليمية وخبرات تدريسية لكي يقوم بعمل ناجح داخل الفصل الدراسي، وهنا يأتي دور المدير باعتباره أستاذا سابقا راكم خبرة لا بأس بها في مجال التعليم، والتي يمكنه من خلالها أن يزود الأستاذ بمجموعة من الآليات تساعده على التدرج في اكتساب مهنة التدريس.
– أحيانا تحدث بعض التشنجات بين أفراد طاقم التدريس، مما يستدعي تدخل المدير بشكل تربوي، وذلك من أجل رفع أسباب سوء التفاهم، وتليين السبل من أجل إعادة العلاقة إلى شكلها الإيجابي بين طاقم التدريس العامل داخل المؤسسة.
– إن المدير الناجح هو من يكون عونا للأساتذة عند حصول زيارات تفتيشية، فبناء على زياراته الدورية للأستاذ، وملاحظاته المستمرة لطاقم التدريس، وبناء على الدعم المسبق الذي قدمه لهم، فلا يمكنه إلا أن يكون حريصا على أن يمر التفتيش التربوي للأستاذ في جو تسوده الإيجابية والتشجيع لمواصلة المجهودات، كيف لا وهو يعد جزءا هاما في تطور الأستاذ من الناحية البيداغوجية.
– إن المدير باعتباره حلقة الوصل بين أولياء أمور التلاميذ وطاقم التدريس هو من يتحمل مسؤولية تبادل الرسائل بين الطرفين، فكلما كان المدير نشطا في فك رموز هذه الرسائل والسعي إلى تطبيقها داخل الحقل الدراسي، كلما كانت العملية التعليمية التعلمية ناجحة مثمرة.
وفي النهاية لا يمكننا إلا أن نشير إلى حقيقة أن مدير المؤسسة التعليمة هو بالدرجة الأولى أستاذ سابق قد عايش مشاكل التعليم وهمومه، وخاصة داخل الفصول الدراسية، وبالتالي فهو الشخص الأحرص على النهوض التربوي والإداري للمؤسسة التعليمية.