الإسراف.. والتبذير

هوية بريس – ذ.نبيل العسال
كثيرًا ما يُستعمل لفظا الإسراف والتبذير بمعنى واحد في الاستعمال الشائع، إلا أن أهل العلم فرّقوا بينهما تفريقًا دقيقًا له أثره في الفهم والحكم.
قال ابن عابدين رحمه الله:
«التبذير يُستعمل في المشهور بمعنى الإسراف، والتحقيق أن بينهما فرقًا، وهو أن الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، والتبذير: صرف الشيء فيما لا ينبغي».
○○ أبرز صور الإسراف ومظاهره:
● الإسراف على النفس بالمعاصي والآثام: وهو أعظمها، وقد دعا الله تعالى المسرفين على أنفسهم إلى التوبة وعدم اليأس من رحمته.
● الإسراف في الأكل والشرب: كالإفراط في الطعام بعد الشبع، وقد أرشد النبي ﷺ إلى الاعتدال وجعل ثلثًا للطعام وثلثًا للشراب وثلثًا للنَّفَس.
● الإسراف في الوضوء والطهارة: بالإكثار من استعمال الماء فوق الحاجة، مع أن النبي ﷺ كان من أيسر الناس استعمالًا للماء.
● الإسراف في المرافق العامة: مثل تبذير الماء والكهرباء، وهو من إضاعة المال المنهي عنها شرعًا.
الإسراف في شراء الأثاث والكماليات: باقتناء ما لا حاجة له.
● المبالغة في الترف والتنعم: في المأكل والمشرب والملبس بما يخرج عن حدّ الاعتدال.
● الإسراف في القصاص والعقوبة: بتجاوز الحدّ المشروع، كقتل غير القاتل أو التمثيل به.
يدعو الإسلام إلى الوسطية والاعتدال في كل شؤون الحياة، ويذمّ الإسراف والتبذير لما فيهما من إفساد للدين والدنيا، وضياع للمال، وإضرار بالفرد والمجتمع، وقد جمع ذلك قول الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ سورة الأعراف: الآية 31.



