الإسلام بين العلماء والجهّال
هوية بريس – أيمن عزيز
كثيرا ما نسمع ممن يدعون الدفاع عن الإسلام وهم لا يحسنون أبجديات اللغة ويتطاولون على أسيادهم العلماء الذين لا يصلون شسع نعلهم.
الإسلام لا يحتاج في الدفاع عنه إلى الإنسان الجاهل التافه المتهور المغرر به المدفوع بالحماسية البعيدة عن منهج الوسطية والاعتدال وعن العلم والقراءة.
الإسلام لا يحتاج في الدفاع عنه لأولائك المتنطعين المبدّعين الذين تدفعهم الحماسة المتهورة حتى صاروا لعبة سهلة في يد من لا خلاق له ولا ضمير.
وقد رأينا بأم أعيننا كيف أصبح الشباب الأمي لقمة سائغة لأي تيار فاسد يشوه الإسلام باسم الإسلام والإسلام منهم براء ويظن المساكين أنهم يقدمون شيئا حسنا للإسلام وإنما هم في حقيقة الأمر يعطون رؤية مُشوهة وشائهة عن الإسلام لأن عقولهم قد سرقت منهم وتلاعبوا لهم فيها، فغيروا أفكارهم، وغرسوا في عقولهم ما يريدون من منهج فاسد -غسيل دماغ-.
فأنت تراهم على فهم غير سديد، وغير سليم، وغير صحيح للإسلام، فأصبحوا يرون أنهم شعب الله المختار وأن الإسلام يحتاج إليهم وإلى فكرهم وأن منهجهم هو الأصح.
لذلك تراهم يبذلون قصارى جهدهم ويعملون ليل نهار لإقصاء الآخر وإبعاده عن الساحة حتى تبقى فارغة لهم وحدهم وحينها يفعلون ما شاؤوا بالشباب الذي أصبح حائرا مستشكلا في وسطهم.
كما أنهم يعمدون إلى تحريف النصوص واصطناع الحيل إذ يريدون أن يكون الناس مثلهم يكفرون ويبدعون ويفسقون لهذا أسوق لكم أحبتي هذا المثال الذي كان عند العرب: “العرب قالت: ودت الزانية لو زنت كل نساء الحي”.
وهؤلاء لو مكن لهم في المجتمع لوقعت الكارثة ولو كان معظمنا ميتا لهذا لا بد أن نكون مُتنبِّهين جدا ويقظين لما يروج ويحاك ضد هذه الأمة التي نسأل الله لها الحفظ من أمثال التيارات الفاسدة كيفما كانت.
وإني أقول الذي جعل من مصادر معلوماته مواقع التواصل الاجتماعي لا يعول عليه وغير ثقة في معلوماته بله علمه الشرعي؛ فالدين لا يأخذ من المواقع وإنما يؤخذ من علماء أثبات وثقة شهدوا لهم بالعلم والمعرفة والوسطية والإعتدال.
يؤخذ العلم من أرباب الفكر السليم الصحيح لا أصحاب التبديع والتكفير والسب والتنقيص من يكفر اليوم شخصا هذا قادر غدا على أن يقتل نفسا ولا يسلك هذا المنهج إلا من فقد الثقة في حجته وأدلته.
لذلك فإني أنصح بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة لأن القراءة ستحررك من التبعية العمياء وتحررك من الذنبية والعلم يجعل منك إنسانا حرا.
أختم بمقولة لسفيان الثوري رحمه الله: “إنما العلم عندنا الرخصة من الثقة فأما التشديد فيحسنه كل أحد”.
قال الشاطبي رحمه الله: (المقصد الشرعي مِن وضْع الشريعة هو إخراجُ المكَلَّف عن داعيةِ هواه حتى يكونَ عبدًا لله اختيارًا كما هو عبدُ اللهِ اضطرارًا) [الموافقات: 2 / 128].
حفظكم الله ورعاكم