إن المتتبع للإعلام العربي والمغربي خصوصا، يجزم يقينا (بعاملة) هذا الإعلام وتبعيته لبعض الجهات المتكالبة على محاربة ما تبقى من الإسلام في ديار الإسلام، بما في ذلك الأخلاق التي يمتاز بها هذا الدين عن غيره من الأديان المحرفة، فترى المواضيع الساقطة والسخيفة تملأ عناوين الصحيف في كل وقت وحين، وكأن الأحداث توقفت ولم يبق إلا زواج المثليين ومفطرو رمضان، وكاشفو العورات، فلا تسمع حديثا عن محاصرة غزة، ولا عن إبادة مسلمي الروهينغا، بل ولا تسمع نبأ عن ندوة علمية تعقد لحل مشاكل الأمة وتوجيه الشباب الناشئ…
والغريب في الأمر أنك إذا دخلت إلى صفحات إحدى هاته الجرائد أو القنوات، وقرأت تعاليق المتتبعين فستندهش! لأن غالبية التعاليق شتم وسب ولعن… مما يعني أن الجماهير غير راضية على فعل هذا الإعلام الزائف الذي يصطاد في الماء العكر، محاولا بذلك صرف الناس عن قضاياهم المصيرية، ومتاجرا بها ليكون بذلك نموذجا من نماذج إعلام البيع والشراء، والتسول بباب السلطات الجائرة المضطهدة لشعوبها…
ومما يزيد الطين بلة استهانة الناس بدور هذا الإعلام الذي له دور أقوى من دور الأسرة والمدرسة في توجيه أفكار الأطفال والشباب وحتى الشيوخ بل وحتى بعض المثقفين الذين دخلوا الثقافة من بابها الخلفي…
والإعلام في زماننا لا يتحكم في زمامه إلا الجبناء وعديمي الضمير الذين باعوا دينهم ودنياهم بدنيا غيرهم.
ولا يمثلون أحدا سوى أنفسهم والجهات التي يعملون لها، وأما الشعب فهو بريء من هذه الصحف والقنوات براءة الذئب من دم يوسف، وموضوعاتهم التي يناقشونها بعيدة عن مواضيع الشعب بعد ما بين المشرق والمغرب.
فإذا كان الشعب لا يعترف بهذا الإعلام المفروض عليه عنوة والمسلط عليه ظلما وعدوانا، فلماذا لا تفصح الجهات المسؤولة وتزيل اللثام ليعرف الناس من يتحدث باسمهم ويستخف بعقولهم ويستحمرهم؟
بعد هذا وذاك ليس لنا إلا أن نردد قول الهالك القذافي: من أنتم؟!