الإعلام والتفاهة.. باحث متخصص: لا يمكن نشر قضايا تافهة بدعوى أن “الجمهور عايز كده”
هوية بريس-متابعة
قال الدكتور والباحث المتخصص في الإعلام، محمد كريم بوخصاص “ينتعش هذا الجواب كلما حظيت قضية “تافهة” –في نظر البعض- بمتابعة إعلامية كبيرة. صحيح، أن الوظيفة الأساسية للإعلام هي تقديم المعلومات الصحيحة والحقائق الثابتة أو كما يقول عالم الاجتماع الألماني أتوجروف فهي “التعبير الموضوعي عن عقلية الجماهير وميولاتها وآرائها في نفس الوقت”. لكن هناك وظيفة أخرى ينبغي الانتباه إليها وهي الرفع من ذوق المجتمع وتأطيره لخدمة الصالح العام”.
وأضاف بوخصاص في منشور له على منصة فايسبوك “لذلك فـ”الجمهور عايز كده” لها سقف وحدود، تحددها “مسؤولية الإعلام اتجاه المجتمع”. هذه المسؤولية هي التي تجعل الإعلام في البلدان الديمقراطية يغطي القضايا التي تهم المجتمع وتُسهم في تطوره، وليس تغطية “مؤخرات روتيني اليومي” أو تغطية من يصنع “التفاهة”. هذه المسؤولية هي التي تجعل الإعلام في تلك المجتمعات يركز على ظاهرة انحراف دون أن ينجر إلى الترويج لهذا الانحراف. هذه المسؤولية هي التي تجعله ينتبه إلى القضايا ذات القيمة دون أن يسقط في وَحلِ التفاهة”.
واسترسل المتحدث ذاته “أما الإعلام الذي يختار صناعة أبطال من “لاشيء” بدعوى أن لهم ملايين المتابعين، فإن همه الوحيد هو “الكليك” وجني الربح السريع من المشاهدات.. وهنا ينبغي أن نتوقف قليلا، وحتى نكون واضحين: الإعلام هو نشاط اقتصادي؛ فالمؤسسة الصحافية هي مقاولة تبتغي خلق الثروة، وتخضع لمنطق الربح والخسارة، لكن لا يجب أن يكون لربحها المادي أي تناقض مع وظيفتها في نقل الخبر الذي يهم ويرتقي بالجمهور”.
وزاد بوخصاص “لذلك في ظل سعي المؤسسات الصحافية الدائم لتحقيق موارد مالية، يبقى التحدي المطروح هو ألا يخضع الثمن الذي تجنيه من “الكليك” لمنطق العرض والطلب، فتُصبح “التفاهة” وغيرها مُتحكمة وإن كان بشكل غير مباشر في مسار العملية الإعلامية.. مثلا: لا يمكن نشر “قذف” أو “سب” بدعوى أن “الجمهور يعجبه هذا”. كما لا يمكن للإعلام أن ينقل ما يتعلق بإهانة رموز المملكة بدعوى أن البعض يفعل ذلك”. موضحا “هناك قوانين تؤطر المجتمع يخضع لها الإعلام بدوره، ومسؤولية ينبغي أن يتشربها”.