الإمام أبياط… فارس في زمن الوهن
هوية بريس – د. محمد البنعيادي
عرفته القرويين العامرة طالبا مجدا،
وكلية الشريعة أستاذا فذا،
ومضامير العمل الاجتماعي مناضلا جلدا،
فيه من تواضع العلماء الخُلَّص رغم فروسيته في دروب العلم مدققا مجتهدا،
حتى إنه ليستشير -في أمور العلم والفكر- غِرّاَ مثلي، لله دره
وعرفته مربيا ومعلما وموجها حكيما،
عرفته جًّماعا لشمل الأُسر ناصحا أمينا
من رواد الوسطية والاعتدال في هذا البلد الأمين، بفضل رب العالمين
كم من شباب تائه متنطع عرف الحق ورجع إليه على يديه
كم من أسرة كانت على شفا جرف هار من التشرد لمَّ شملها
عرفته دور القرءان وأحباء القرءان في مدن المغرب ودواويرها ونجوعها، كما عرفَته مؤسسا ومعلما وأستاذا وموجها
وعرفته دور الأيتام أبا حانيا عطوفا
لا يرضى أن يُصرف درهم واحد من الأرزاق التي يجود بها المحسنون في شأن غير شأنهم
رجل يمكنك أن تستأمنه على دينك، لا يمكن أن يخون أمانته، وما عرفته إلا حافظا لها صائنا، ذائدا على حياضها
إنها كلمات محب سمع خبر توقيف التوفيق لهذا الفارس المغوار، كتبتها على عجل وأنا خارج الديار، عربون محبة وتقدير.
وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام
وما تبرع ملك البلاد شخصيا للجمعية التي يرأسها إلا دليل ثقة، وشهادة براءة ووسام فخر يشهد له
فارس خطابة مفوه بامتياز
“عيبه” الوحيد غيرته على الدين والأمة والوطن
قلت له يوما مازحا: عيبك في قوَّتك في الحق وصدعك به، في زمن قل فيه الصادعون بالحق، إن لم نقل قل فيه الصادقون
هنيئا لك أستاذي هذا الوسام، الذي ينضاف إلى سجل خصالك الحميدة وأخلاقك العالية وتواضعك الجم
وما عند الله خير وأبقى.