الاجتماع الجزائري المغربي بكلمب-بشار.. 8-9 ماي 1929 (1/3)

20 مارس 2025 22:58

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

ملخص:

يتطرق الموضوع لما دار في لقاء كولومب-بشار المخصص لمسألة التخوم المغربية الجزايرية، التي يريد الحاكم العام للجزائر، معالجتها لصالح الجزاير، لما تشكله من خطر على التوسعات الفرنسية في الصحراء المغربية، جنوب وهران وشرق تافلالت، حيت تنطلق وتعود منها جموع المقاومين، للتموين والحماية، والتي لم يسمح للقوات الفرنسية بملاحقتهم داخل الأراضي المغربية، وتم تأكيده في لقاء الرباط سنة 1928.

فانتهز الحاكم العام للجزائر فرصة تعيين لوسيان سان مقيما جديدا بالمغرب، وأراد إزالة ذلك القيد، ليستولي على تلك التخوم المحادية للجزاير، أو على الأقل يرأس بوليس الحدود بذل المغرب، ويضع حدا للتهديدات المغربية للبؤر الإستعمارية على طولها.

كلمات دالة:

ابيير بورديس، الكلونيل كاترو، لوسيان سان، المرشال فرانشيست ديسيبري، ادوي امنيع، لعبادلة، تاجيت، إيكلي، لحمادة، بن عباس، جبل أغلال.

النص:

خلال مؤتمر intercoloniale المستعمرات البينـي في الرباط، أثيرت مرة أخرى مسألة أمن التخوم الجزائرية المغربية، هذا الأمن الذي ظل محفوفا بالمخاطر لسنوات، وكانت التعليمات المفروضة على القوات الجزائرية، من النوع المحصور في الدفاع الأكثر سلبية، بحيث لا يسمح لها ملاحقة المعتدين، إلا في ظروف استثنائية.

تم الاتفاق حينها، على إعطاء المرونة، لهذه التعليمات، رغم أن التنازلات المقدمة، كانت بعيدة كل البعد عن إرضاء الجزاير، التي ضلت تحت تهديد أشكال من العدوان، من شأنه إرضاء منشقي تافلالت، لو حاولوا مهاجمتهم، دون السماح لهم بالانتقام.

هذه التجربة التي تم التأكيد عليها في العديد من المراسلات المتعاقبة، كانت ملفتة للنظر من خلال الفخ الذي وقع فيه كلافيري، بشكل عام في 1928 بالإضافة إلى أربعة من رفاقه.

نتذكر المشاعر التي تثيرها الأحداث، وتواجد الحاكم العام للبلاد السيد ابيير بورديس لإجراء تحقيق معمق في عين المكان، وإحضار العلاجات للمستجدات والوضع الخطير.

كانت الحاجة الملحة والعاجلة هي إعطاء خليفة قوي ونشيط للرئيس الذي كان قد اختفى للتو، السيد ابيير بورديس حاول العثور عليه بين قدماء المتعاونين مع السيد ليتود في الحكومة العامة، الكولونيل كاترو الذي تم الاحتفال به، لشجاعته المعروفة عنه مرات كلما كلف بمهام دقيقة من قبل الحكومة في حرب التخوم.

كان من الضروري ثانية تزويد القايد العسكري بتعزيزات أساسية، ومنع أي توغل جديد في الأراضي الجزايرية، أصدر -الحاكم العام للجزاير الذي رافقه الجنرال قايد الفيلق 19 العسكري إلى كلومب-بشار- تعليمات فورية التنفيذ، من قبل مفرزة اصبايحي من اللفيف، وتعزيزات محمولة في الشاحنات والسيارات، على وجه السرعة إلى كلمب-بشار، نفذ الأمر فورا، لأنه بهذين يومين عاد السيد ابيير بورديس إلى الجزاير العاصمة، وعبَر بالفعل مسارات على خط السكة الحديدية، من وهران لكلمب-بشار، القطارات العسكرية تنقل الناس.

من جانبها تقوم الحكومة بدورها، وبعد فحص سريع للوضع، من قبل المفتش العام لقوات شمال افريقيا، المارشال فرانشيت ديسبيري، وجه قسمين من المدافع الرشاشة إلى كولومب-بشار، والتي لا يمكننا إلا أن ننتقد وزنها الثقيل، إلى حد ما، وخصائصها التي تناسب طرق فرنسا، بشكل أفضل من المسارات الصحراوية.

عند وصولها، تولى الكولونيل كاتروس، كقائد واسع المعرفة وحازم ومطيع، قيادة هذه المنطقة الصعبة، وقد جعلته عملية التفتيش السريعة لمواقعه بالطائرات والسيارات، على اتصال بالواقع، ومع مرؤوسيه، ولم تكد تمر 15 يوما، حتى ولد تنظيم جديد بالفعل تستجيب لاحتياجات الوضع المطروح، وبما أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شك في بناء موقف نشط، بل وحتى هجومي، وهو ما يرغب فيه البعض بشدة في الظروف الحالية، على الأقل كانت مقترحاته، تهدف إلى إنشاء أفضل برنامج دفاعي، كلما كانت هناك فرصة.

ما الهدف من التعامل مع الاحتياجات الأكثر إلحاحا؟ حماية الطريق الأساسي كولومب-بشار-ركان-غاوُ، بأكبر قدر من الفعالية، والذي يميل بشكل متزايد إلى اتخاذ شكل شريان رئيسي بين المستعمرات، وفي هذا الصدد ضمان الأمن والحفاظ على النظام بمنطقة دوي امنيع.

سنة كاملة، كي نعيد لاحتلالنا وسلطتنا الهيْبة الأخلاقية التي لم تخل أحداث جبل اغلال، من التأثير عليها بشكل جدي.

وللردّ على هذه الخلافات الموضوعية، تقرر تعزيز التغطية نحو الغرب من دائرة كولومب-بشار، خاصة في المنطقة المهددة بالانقراض، بينما على الخط الأول سيتم تعزيز مراكز؛ لعبادلة، ولمريجة، الواقعة على حافة لحمادة، وستتلقى تعليمات نشطة، على الخط الثاني سيتم إنشاء مراكز جديدة مشغولة بشكل جدي ومزودة بالموظفين t.s.f من منوارار إلى تاجيت، بهدف حماية المسار بين كولومب-بشار، إيكلي، بن عباس، المهدد بشكل خاص.

ومن جانبها شهدت سرايا الساورة واتوات الصحراوية تحولا قيما في مناطق عملها نحو الشمال، حتى تتمكن من التعاون بشكل فعال مع قوات كولمب-بشار.

أخيرا تم إنشاء نظام كامل من التعليمات الصارمة بهدف (مع تأكيد وحدة العمل مع القوات المغربية) توفير الحماية الفورية للأجزاء المهددة من المسار.

ولم تخل هذه التعليمات من تحفيز أجهزة أمنية ثقيلة ومتعبة للغاية لقوات الاحتلال، لدرجة أننا اضطررنا إلى تقليص مرور قوافل الشمال-الجنوب، والجنوب-الشمال إلى ثلاث شهريا، على هذا الجزء من السواحل التي كانت مغلقة، سميا خلال هذه الفترات.

وقد بدأ تدشين هذه الترتيبات في بداية يناير 1929 وقد حظيت بالقبول لحد الآن، دون انتظار اتخاذ الإجراءات الكاملة، السيد ماجينو وزير المستعمرات عاد من a.o.f. الذي كان قد ذهب لتفقدها، مقررا العودة لفرنسا عبر ممر الساورة وجبل أغلال.

وما زلنا نتذكر النكتة اللطيفة والمضحكة للقائد العسكري للإقليم، الذي ذهب أمام الوزير إلى ركان وأعاده لغاية بني عباس وجبل أغلال، وكولومب-بشار، يهنئ نفسه على إيصال هذا المسافر اللامع إلى بر الأمان، معتذرا بأنه لم يكن يريد سوى الترحيب به في الإقليم، بعد عبور مضيق صخور لحمادة المتتالية وجبل أغلال دون عائق.

لم يكن من المؤكد أن أحداثا مماثلة لتلك التي وقعت في جبل أغلال، لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى..

وظل هناك إزعاج كبير لحركة السيارات التي اضطرت للإنتظار في كولومب-بشار وبني عباس، حتى تؤمن الطريق، ثم تواصل سيرها.

لقد أدرك الحاكم العام للجزاير، أكثر من أي شخص آخر، مدى هشاشة الحلول المقدمة للوضع العسكري، على الحدود الجزايرية المغربية، كما أنه فور سماعه خبر تعيين السيد لوسيان سان مقيما عاما بالمغرب سارع إلى الإشارة إليه بخطورة تلك الوضعية، وطلب مساعدته في تحسينها، إن لم يكن عكسها تماما.

جميع المعمرين يعرفون اتساع وجهات النظر الفرنسية للسيد لوسيان سان، فضلا عن تحضره ولطفه.

لقد وعد المقيم العام السيد ابيير بورديس بالاهتمام بتلك المسألة، التي سبق أن سمع بها خلال مؤتمر الرباط، بمجرد تنصيبه في مقره الجديد، ولم يكد يمر شهران منذ ذلك الحين، حتى ذكَّره الحاكم العام بالوعد الذي قطعه له من قبل، وعرض عليه أن يأتي ويلتقي به في كولومب-بشار، -وهي نقطة حساسة، وملتهبة بالنسبة لاحتلال الجزايري-، للبحث في تعاون نشط وودي، عن أفضل حلّ لهذه المشكلة المؤلمة.

لقد قبل السيد ابيير بورديس بسهولة هذا النهج القاسي في مبادرته، وتم الإتفاق على عقد المؤتمر المقرر يومي 8 و9 مايو كلومب-بشار وفكيك، ببرنامج متكامل اقترح لهذا المؤتمر.

——————————-

انظر: la conference algero -marocaine de colomb-bechar 8-9 mai 1928.

في bulletin de l,afrique francaise 1929 pp 274-275.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
12°
21°
السبت
24°
أحد
19°
الإثنين
18°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M