غزة تنزف من جديد وسط صمت دولي مريب!

هوية بريس – متابعات

شنت قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم فجر اليوم غارات جوية مكثفة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في أحدث خرقٍ لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية ميدانية.

وأكدت المصادر أن الطائرات الحربية الصهيونية استهدفت عدداً من الأحياء السكنية في رفح، دون أن تتضح بعد حجم الخسائر البشرية والمادية، وسط حالة من الذعر بين السكان الذين لم يكدوا يلتقطون أنفاسهم بعد أسابيع من القصف المستمر.

قصف مدفعي ونيران في المستشفى المعمداني

في الوقت نفسه، أُصيب عدد من الفلسطينيين داخل المستشفى المعمداني في غزة بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من جيش الاحتلال أثناء اشتباكات متقطعة في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، وفق ما أفاد به شهود عيان.

كما نفّذت القوات الصهيونية عمليات نسف ضخمة شرقي مدينة غزة ومخيم البريج، تزامناً مع قصف مدفعي عنيف طال مناطق مأهولة بالسكان، في مشهد يعكس استمرار العدوان رغم إعلان التهدئة.

أوامر جديدة من نتنياهو بتنفيذ “ضربات قوية”

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن الأخير وجّه القيادة العسكرية إلى تنفيذ ضربات قوية في قطاع غزة، وذلك عقب اجتماعات أمنية مكثفة عقدها مع قادة الجيش ووزارة الدفاع بزعم الرد على ما وصفوه بـ”انتهاكات” فلسطينية للاتفاق.

ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو تكشف رغبة الحكومة الصهيونية في التصعيد العسكري، وتُظهر أن “وقف إطلاق النار” لم يكن سوى غطاء مؤقت لإعادة التموضع العسكري واستئناف العمليات العدوانية.

خسائر بشرية فادحة واستمرار الانتهاكات

من جهته، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب منذ بدء سريان وقف النار 125 خرقاً موثقاً، أسفرت عن استشهاد 94 فلسطينياً وإصابة 344 آخرين.

وأوضح البيان أن هذه الانتهاكات تضمنت 52 عملية إطلاق نار مباشر على المدنيين و9 عمليات توغل داخل الأحياء السكنية، متجاوزة ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” — وهو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية.

حصيلة فادحة منذ بدء الإبادة في غزة

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 68 ألفاً و531 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 170 ألفاً و402 جريح منذ بداية الإبادة الجماعية الصهيونية في 7 أكتوبر 2023.

وتؤكد الهيئات الحقوقية والإنسانية أن هذه الأرقام تعبّر عن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر، وسط صمت دولي وتواطؤ غربي مفضوح يسمح باستمرار العدوان دون محاسبة أو مساءلة.

تصعيد يهدد بنسف ما تبقى من التهدئة

ويحذر مراقبون من أن استمرار الغارات والاعتداءات الصهيونية على رفح وغزة يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، ويعيد المنطقة إلى دائرة الدم والدمار التي لم تخرج منها منذ عام كامل.

وفي المقابل، تؤكد الفصائل الفلسطينية أن العدوان لن يمر دون رد، وأن المقاومة ستظل متمسكة بحقها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ما دام الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين العُزّل ويضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية.