الانحراف الأخلاقي في الإعداديات والثانويات.. من يتحمل المسؤولية؟!

الانحراف الأخلاقي في الإعداديات والثانويات.. من يتحمل المسؤولية؟!
هوية بريس – متابعات
تتصاعد في الآونة الأخيرة أصوات عدد من أولياء الأمور في مدن مغربية مختلفة محذّرين من مظاهر الانحلال الأخلاقي التي بدأت تتسلل إلى محيط المؤسسات التعليمية، خصوصا الإعداديات والثانويات.
فمشاهد “المصاحبة” بين التلاميذ، والتعانق والتقبيل والكلمات النابية أمام أبواب المدارس، أصبحت تثير قلقا واسعا وتساؤلات حول دور الأسرة والمدرسة في حماية الناشئة من الانحراف.
ويرى كثير من المهتمين بهذا الموضوع أن المسؤولية تبدأ من البيت، عبر المراقبة اليومية للأبناء، ومواكبتهم صباحا ومساء إلى المدرسة، والتواصل الدائم مع الإدارة والأساتذة لمعرفة سلوك أبنائهم ومستواهم الدراسي. فالمراقبة الأبوية -وفق متدخلين- لم تعد خيارا، بل ضرورة أمام واقع اجتماعي وإعلامي مفتوح على كل الاحتمالات.
ويحمّل خبراء تربويون جانبا من المسؤولية للمؤسسات التعليمية التي تغيب فيها الأنشطة التربوية والقيمية، مؤكدين أن الاكتفاء بالتلقين المعرفي لا يكفي دون ترسيخ التربية على الأخلاق والمسؤولية. كما يشيرون إلى أن ضعف التأطير النفسي والاجتماعي داخل المدارس يجعل التلاميذ عرضة لتأثيرات خارجية، أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي التي تُستغل في كثير من الأحيان للتحرش أو بناء علاقات غير سوية.
من جهتها، تُطالب فعاليات جمعوية بضرورة تفعيل دور الحراسة في محيط المدارس، وتشديد الرقابة على الهواتف والأجهزة الإلكترونية داخل الفصول، إلى جانب إطلاق حملات توعية موجهة للأسر والتلاميذ حول مخاطر السلوكيات المنحرفة.
إن ما يجري أمام أبواب المدارس اليوم ليس مجرد تصرفات مراهقين، بل مؤشر على خلل عميق في منظومة القيم والتنشئة الاجتماعية. لذلك، تبقى التربية الأخلاقية، والمراقبة الأسرية، والانفتاح المدرسي على الحوار والتأطير، هي الركائز الأساسية لإنقاذ المدرسة المغربية من هذا المسار المقلق.



