“الباطرونا” والمركزيات النقابية يوقعون اتفاق “وساطة اجتماعية” لحل النزاعات المطروحة
هوية بريس – و م ع
أكدت مريم بنصالح شقرون، على أن خلق صندوق للوساطة الإجتماعية من شأنه أن يعزز الثقة بين المقاول والأجراء، وأضافت بنصالح خلال حفل لتوقيع بروتوكول اتفاق بخلق صندوق للوساطة الاجتماعية، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، بأن هذه الثقة يبنيها نساء ورجال ليكون قفزة نوعية اقتصادية واجتماعية لتطوير بلدنا وتقوية الاقتصاد والتنافسية والنمو.
وأبرزت بنصالح خلال اللقاء، أن هناك ما يقارب 250 نزاعا اجتماعيا كل سنة، لم يجد الحل بعد، رغم الآليات التشريعية، لذلك فالآلية الجديدة هي مبادرة تاريخية وفريدة، لأنها تأتي بآلية تشريعية مكملة لإيجاد حل للنزاعات المطروحة.
وأشارت مريم بنصالح، الى أن صندوق الوساطة الاجتماعية يتم تمويله من طرف القطاع الخاص وكذلك من طرف دولة الدانمارك.
أما محمد يتيم وزير الشغل والادماج المهني، فصرح، بأن الوساطة هي علم قائم بذاته، وهي تعكس تطور الفكر الاجتماعي والحوار الاجتماعي. وهي تستبق النزاعات الاجتماعية وتدخل بطريقة فنية وعلمية.
وعن الحكومة، أكد يتيم، بأنها عازمة على إنجاح الحوار وهي تتحمل مسؤوليتها الكاملة فيه، وهي ملزمة بأن تتحاور مع الطرفين، أي المقاولة والنقابات المركزية الأكثر تمثيلا لتقريب وجهات النظر، كما أنها معنية بإنجاح الحوار، مشيرا إلى أنه يجب أن تتعاون الحكومة والمركزيات النقابية والمقاولات لخلق ميثاق جديد يستوعب كل هذه الأمور.
وأبرز اليتيم، بأن النزاعات الاجتماعية تشكل قلقا للمقاولة وللنقابات والحكومة أيضا، لذلك فاستباق حدوثها أو إيجاد حلول لها، هو هدف يصبو اليه الجميع.
من جانبه، أكد أحمد بهاهانيس من الإتحاد المغربي للشغل، وممثلا للسيد موخاريق، بأن خلق صندوق الوساطة الاجتماعية لأول مرة ببلدنا بعد سنوات من المحاولات، هو تتويج لسلسلة اللقاءات الاجتماعية، مشددا على أن الدافع هو بناء رافعات علمية لهذا الإطار وفق منظور متفائل يقتضي بناء شراكة تاريخية بين الفرقاء الاجتماعيين تمكن الإتحاد المغربي للشغل من خوض غمار المنافسة الجارفة والعولمة، وهذا لا يتأتى يضيف أحمد بهاهانيس، إلا بضمان تحسين وتجويد العلاقات الاجتماعية والمهنية داخل الوحدات الإنتاجية في أفق إبرام اتفاقات اجتماعية تتجاوز واقع محاربة الحريات النقابية وممارساتها على أرض الواقع.
أما علال بلعربي، عن “ك د ش”، فأوضح بأن صندوق الوساطة الاجتماعية يأتي لمعالجة القضايا الوطنية وفق منظومة اجتماعية، خصوصا وأن العالم يعيش تحولات كونية كبيرة، مسّت المجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وحتى الوجه الإنساني.
وأبرز بلعربي خلال اللقاء، بأنهم مطالبون اليوم بالبحث عن آليات ثقافية واجتماعية وبيداغوجية لتجاوز التحولات التي يعيشها العالم اليوم، ولتطويق النزاعات الاجتماعية قبل أن تقع، وذلك بالعمل الاستباقي. منوها بالمبادرة خصوصا وأنها تأتي في زمن كثرت فيه التوثرات الخطيرة. مؤكدا بأن كل من يعمل على إضعاف الحركة النقابية والمقاولة ومنظومات المجتمع، إلا ويسهم في إضعاف الدولة.
تجدر الإشارة، إلى الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية وهي: الاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والكونفدالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وقعوا اليوم بالدار البيضاء، بروتوكول اتفاق يتعلق بخلق صندوق للوساطة الاجتماعية. بحضور السيد محمد يتيم وزير الشغل والادماج المهني، وسفير مملكة الدنمارك بالرباط السيد جورجان مولد.
وسيقوم هذا الصندوق، الدي يحظى بدعم من جانب كونفدرالية ( دانيش أنودوستري) من الدنمارك في حدود 20 ألف أورو، بتمويل عمليات الوساطة الاجتماعية المتفق عليها من الأطراف الموقعة على البروتوكول.
كما سيقوم هذا الصندوق، الذي يعد سيلة للتفكير في وضع آليات جديدة من شأنها تطوير الوساطة الاجتماعية، بالرفع من قدرات الوسطاء المعترف بهم عن طريق التكوين
وبموجب هذا البروتوكول، ستقوم الأطراف الموقعة عليه بوضع لجنة قيادة يوكل إليها مهمة تسيير وتدبير الصندوق وفقا لمقتضيات تم الاتفاق على جلها في لقاء تشاوري عقد في 22 دجنبر 2017.