الباطل المنظم والحق الكسيح

هوية بريس – د.سامي عامري
هذان مشروعان (الصورة) ميزانية كل واحد منهما -سنويًا-مليونية، مشروع مؤسسة مجتمع ومشروع عزمي بشارة.. ولو طلبتَ مني الدقة فسأقول لك إنّه لا توجد ميزانية لهما، فهما يعملان ب(شيك على بياض) لعلمنة الأمة (عزمي بشارة) وتمرير المقولات الإلحادية (مؤسسة مجتمع).. وغير هذه المشاريع الهدمية كثير. لا بارك الله في العاملين عليها ومموليها!
وفي المقابل أغلق أكثر من مشروع علمي دعوي في المغرب ومصر وبقي أكثر من مشروع حبيس صدور أهله في الجزائر والأردن ، وذلك لأنّ هذه الأمة التي تضم أعظم فقراء الأرض من العاملين لله هي نفسها قد ابتليت بشرّ أثرياء الأرض من جهة الولاء لهويتهم (لا أعمّم، ولكنّه حكم أغلبي)..
من يعرف اليهود ولوبياتهم سيدرك أن قوتهم في أثريائهم، رغم ان عامتهم يهودٌ ثقافةً لا يهودٌ ديانة، فإنّ عامتهم من اللاأدريين والملاحذة ، وأما أثرياء النصارى الغربيين فنشاطهم في العمل لتنصير إفريقيا عجيب..
نحن نعاني من ندرة الثري صاحب الدين والعقل. والأمة في حاجة إلى أن يظهر فيها جيل جديد في ما يُستقبل من الأيام يجمع الولاء للدين وفهم معركة الإسلام مع المشاريع اللادينية الكبرى..
رسالتي: عبادة الله برعاية المشاريع العلمية لنشر الوعي بحقيقة الإسلام والكفر، من أعظم أوجه نصرة الدين، فإنّ هذه الأمة لم تُؤتَ من جهة قلة أنصار الدين وإنما من قلة عوامل إنماء الخير وتثبيته ..
نصرة الدين مشروع حياة ، ومن طرقه طلب المال لإنفاقه في سبيل الله..
قال رسول الله ﷺ: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير“.
وقال ﷺ: “نِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجلِ الصَّالحِ“.
الباطل المنظّم يهزمه حق منظّم.
هامش: حدثني أحد الدعاة ممن لهم عناية بالمخيمات العلمية أن أحد الأثرياء سأله عن المصروف اليومي للطالب في هذه المخيمات، ولما أجابه، استعظم السائل المبلغ رغم أنه قليل. ولمّا سأل متطوع ضعيف الحال هذا الشيخ السؤال نفسه، وسمع الجواب من الشيخ، استقلّ المبلغ جدا، لعظيم قناعته بالخير الذي يجنيه طالب العلم والتربية في هذه المخيمات.. والغنى، غنى القلوب بالإيمان، وكم من فقير رصيده البنكي مليوني!



