من الأمور التي ميزت الدورة 22 للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة الذي عقد أمس الأحد 22 أكتوبر 2017 بالقصر الدولي للمؤتمرات بالصخيرات، حضور إلياس العماري الأمين العام لحزب الجرار لافتتاح الدورة مرفوقا برئيسة المجلس الوطني للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، التي سبق واتهمت قياديَين من حزبها بالفساد المالي والإثراء غير المشروع، مطالبة بإخضاعهما للتحقيق، ويتعلق الأمر بكل من المثير للجدل عزيز بنعزوز وحكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين.
فبعد خروجهما من السيارة، ولما توجهت صوبهما المنابر الإعلامية امتنع إلياس العماري عن الإدلاء بأي تصريح، والمثير أنه أشار بيده إلى فاطمة الزهراء ليمنعها هي الأخرى من التواصل من المنابر الإعلامية التي حضرت إلى عين المكان في وقت مبكر.
وعلى خلاف المعمول به في البام، الحزب ذي المرجعية العلمانية، فقد اختارت سيدة قراءة الآية العاشرة من سورة الفتح قبل الشروع في أشغال المجلس الوطني، وهي قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عهد عليه الله فسنؤتيه أجرا عظيما)، وهي الخطوة التي اعتبرتها بعض المنابر تشبها بالخطاب الملكي لهذا العام، الذي تضمنت إشارات سياسية للنواب والبرلمانيين، وكأن تيار في البام يرسل بدوره رسائل إلى قياديي ومنخرطي الحزب لعقد البيعة للرفيق إلياس وعدم النكث والانقلاب عليه.
تجدر الإشارة إلى أنه عند ختام الدورة فرَّ إلياس من البام الخلفي كي لا يتعرض من جديد لإحراج الصحفيين وأسئلتهم المزعجة، كما أن بعض أعضاء الحزب حاولوا في تصريحاتهم تغطية الشمس بعين الغربال ونفي أي خلاف بين أعضاء الحزب، الذي سبق وصرح أول أمين عام له بأن الأصالة والمعاصرة “نبت داخله قراصنة فاسدون”، وأضاف “مثل هؤلاء أتحداهم أن يكشفوا عن ممتلكاتهم وثرواتهم التي لم يكوّنوا منها شيئا خلال تأسيس حركة لكل الديمقراطيين في 2008”.