البحث الشرعي بين التعبير والنقل

25 نوفمبر 2024 22:53
استسهال العلم الشرعي من آفات العصر؛ وهذه بعض مظاهره

هوية بريس – عبد الحميد بنعلي

ينقسم الباحثون الشرعيون إلى فريقين، وإن شئت فقل إلى منهجين:

الفريق الأول: يعتمد منهج التعبير عن المراد بالمعنى مع الإحالة إلى مصدر الحكم في كلام العلماء.

مثال ذلك: الحكمة من متعة المطلقة: فيقول الباحث: شرعت المتعة لجبر الضرر اللاحق بالمطلقة، وهو ضرر يكون في نفسها وفي أوضاعها المالية ، ثم ينمق ما شاء الله من العبارات التي تؤكد هذا المعنى. (1) توثيق.

الفريق الثاني: يعتمد منهج النقل عن العلماء بعد أن يشير إشارة موجزة الى المقصود، فيقول في المثال السابق: والمتعة شرعت لجبر الضرر اللاحق بالزوجة جراء طلاقها، وقد نص على ذلك جملة من الفقهاء، وإليك بعض نصوصهم: قال الكمال ابن الهمام: (وتجب المتعة ولو لمدخول بها؛ بسبب ‌الإيحاش، فيجب المهر لاستيفاء منافع البضع والمتعة لوحشة الفراق).

وقال الشيخ الشيرازي (وتجب لها المتعة لأنه لحقها بالنكاح ‌ابتذال، وقلت الرغبة فيها بالطلاق فوجب لها المتعة لذلك).

وقال الفخر الرازي: «تجب لها المتعة للإيحاش بالفراق».

وقال ابن كثير «الطلاق فيه انكسار لقلبها؛ ولهذا أمر تعالى بإمتاعها، وهو تعويضها عما فاتها بشيء تعطاه من زوجها بحسب حاله، على الموسع قدره وعلى المقتر قدره».

قلت: والمنهج الثاني عندي أدق وأوفق وأخلق، لأسباب كثيرة منها:

1- حصول الطمأنينة بصدق المعنى المستنبط، ولولا ذلك لبقي الشك، إذ كم من باحث يأتي بأحكام من عنده وينسبها لاهل العلم إقحاما وغلطا.

2- تسهيل الرجوع إلى كلام أهل العلم المنقول عنهم.

3- حصول البركة في البحث، قال ابن عبد البر: كانوا يقولون: من بركة العلم نسبته لقائله.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M