البحث عن “بغررة” جديدة
هوية بريس – د.فؤاد بوعلي
اتصل بي قبل مدة قصيرة السيد نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة زاكورة، طلبا لمشاركتي في ندوته التي عقدها حول العامية، والتي أخبرني أنه سيحضرها جمع من اللسانيين من دول المغرب العربي، وقال أن هذه فرصة لاطلاعي على منجزات مؤسسته و و و و و…
ولأنني أومن بأن في المغرب متسع للجميع حين يحترم عناصر المشترك الهوياتي والوطني، واعتقادي بأن أقصر طريق لتبليغ الفكرة الصائبة المؤسَسة على مبادئ العلم والانتماء هو المواجهة العلمية الهادئة والمسنودة بالحجج والبراهين، وهذا ما فعلته في بعض الندوات التي نظمتها بعض التيارات الاستئصالية وكنت حاضرا فيها بالرغم من تحفظ بعض أبناء الائتلاف، فقد أعطيت موافقتي المبدئية على المشاركة إذا كان بمقدور الندوة سماع الرأي المخالف والذي نزعم أنه رأي غالبية الشعب المغربي.
وبالطبع كما كان منتظرا انقطع الاتصال بيننا ولم يعاود السيد نور الدين المحاولة. وبلغني أنه في كلمته الافتتاحية طلب من موظفيه دعوتي بطريقته المعهودة!!! وفهمت بأن السيد عيوش وموظفيه، غدوا مقتنعين بعدم قدرتهم على مواجهة الرأي الآخر الممثل للرأي العام، علميا وشعبيا، وأن سبيلهم الأنجع هو تنظيم ندوة أو فعالية مغلقة والتحرك في الكواليس من أجل رفعها لأصحاب القرار السياسي بحثا عن ترسيمها، ودفع بعض الموظفين (حتى لا نقول المرتزقة كما سماهم عبد الله العروي) للدخول في بعض اللجان الحكومية لتمرير الترهات (كما فعل بعضهم في التقارير القطاعية للوزارات، إضافة إلى محاولة إشهارها عبر الآلية الإعلامية والتجارية التي استفادت من العلاقات مع النخب الفرنكفونية المسيطرة والمتحكمة في إدارات الدولة.
وتأكد الأمر حين تغيب ممثل مؤسسته عن الحلقة الأخيرة من برنامج مباشرة معكم الذي تناول موضوع التعدد اللغوي فأصبحت لدينا قناعة بأنهم يخافون ضوء الحقيقة وعرض بضاعتهم التي أثبتت الأيام أن لا مكان لها في المغرب الديمقراطي فاختاروا الكواليس بحثا عن “بغررة” جديدة.