البرغواطي الجديد.. “التحريف والتدليس” عند عبد الخالق كلاب بسبب “عقدة المشرق”

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

هل هذا باحث في التاريخ.. وهو لا أمانة عنده حتى في النقل.. بل منهجه التزوير والتحريف والتدليس.. خدمة لأجندته في الافتخار لعصبية جاهلية (لا دين لا زين لا مجي بكري=برغواطة بدين آخر) “المورية” واتفقوا عليها (حتى أني سمعت العشاب يروج لها)؟!!

كما قال عبد الخلق كلاب (مؤرخ البرغواطيين الجدد): برغواطة تمثلني!

حيث نشر تدوينة في حسابه على فيسبوك، ذكر فيها “حج يونس بن إلياس بن صالح بن طريف البرغواطي، فعاد من المشرق آلة خراب ودمار، قال البكري: أنه “أخلى ثلاثمائة مدينة وسبعًا وثمانين مدينة، حمل جميع أهلها على السيف لمخالفتهم إيّاه، وقتل منهم بموضع يقال له تاملّوكاف، وهو حجر نابت عالٍ وسط السوق، سبعة آلاف وسبعمائة وسبعين قتيلاً” (ج2 ص230)، قال ابن عذاري متحدثا عن يونس: “حج، ولم يحج أحد من أهل بيته” ج1 ص239″.

وأضاف كلاب “السؤال المطروح ما الفكر الذي حمله يونس من المشرق وجعل منه آلة دمار هنا في بلاد الموريين؟“.

البكري الذي نقل عنه.. قال كلاما قبل هذا الذي نقله كلاب.. كما ذكر الأستاذ الباحث عزالدين زحال في منشور له واقرؤوه من مصدره كما في الوثيقتين (1-2): “وولد إلياس (بن صالح بن طريف) منهم يونس، فتولّى الأمر بعد أبيه فأظهر ديانتهم ودعا إليها وقتل من لم يدخل فيها حتى أخلى ثلاثمائة مدينة وسبعًا وثمانين مدينة، حمل جميع أهلها على السيف لمخالفتهم إيّاه، وقتل منهم بموضع يقال له تاملّوكاف، وهو حجر نابت عالٍ وسط السوق، سبعة آلاف وسبعمائة وسبعين قتيلاً، وقتل من صنهاجة خاصة في وقعة واحدة ألف وغد،..” (المسالك والممالك).

وفعله هذا هو وصية جده صالح بن طريف.. أن لا يظهروا دينهم حتى تكون لهم الشوكة والمنعة.. “وعهد صالح إلى ابنه إلياس بديانته، وعلّمه شرائعه، وفقّهه في دينه، وأمره ألاّ يُظهر ذلك إلا إذا قوي وأمِن، فإنّه يدعو حينئذ إلى ملّته ويقتل من خالفه” (الوثيقة 1).

فالبكري ذكر حج يونس بن إلياس بن صالح بعد ذكره لهذه الأحداث (انظر الوثيقة2)..

كلاب استنجد ليمرر مغالطته (بأن فكر القتل جاء به من المشرق) بابن عذاري المراكشي في كتابه “البيان المعرب في أخبار الأندلس والمغرب” (مع أن البكري سابق لابن عذاري).. حيث ذكر أن يونس بن الياس بن صالح “ولي.. وذلك بعدما وصل من المشرق، وحج ولم يحج أحد من أهل بيته..“.

أسيدي ماشي مشكل.. نقلت عن ابن عذاري وهو يذكر أن أحداث القتل كانت بعد عودته من الحج.. ولكن أليست الأحداث مرتبطة بتوليه الإمارة؟!

الأسوأ يا “مؤرخ جوميا” أنك تنقل فقط ما تحب.. وتبتر النقول خدمة لأجندتك وهرائك.. وإلا سُق النقل كاملا عن ابن عذاري ليتأكد أن ما فعله لا علاقة له بالمشرق وإنما بوصية جده صالح بن طريف وما أسسه وما دعا إليه..

فابن عذاري أيضا يذكر كما ذكر البكري (إن لم يكن هو فقط ناقلا عن البكري): “فأظهر ديانة جده ودعا إليها وقتل من لم يدخل فيها..) (الوثيقة 3).. كفى من التدليس على الأتباع والقراء..!!

التعصب مصيبة تعمي المرء عن رؤية الحق بل وتجعل البعض ينتصر للباطل كذبا وزورا وتحريفا..

والمصيبة الأخرى أن تنقل عمن تخالفهم.. يعني رأسمالك هي نقول عمن تهاجمهم وتحاربهم..!!

الحاصول: هذه هي نتائج دراسة التاريخ بمستوى “جوميا”.

وللأسف تجد بعض المعلقين.. يكتبون: “مالكم خايفين من التاريخ.. وهذه وقائع صالحة للدراسة؟”.. وهل المشكل هنا.. أليس المؤرخون المسلمون هم الذين ذكروها..؟!!

المشكل في التوظيف.. وفي الخلفية والمشروع.. وزد على ذلك هذا التحريف والتدليس وووو…