البروفيسور الإبراهيمي يكتب: نحن الملقحون .. إلى متى سننتظر ما وعدتمونا؟!
هوية بريس – البروفيسور عز الدين الإبراهيمي
كثيرا ما يستوقفني المواطنون الملقحون بالشارع و يؤاخذونني بعدم رفع القيود و التخفيف من الإجراءات … و أحاول أن أشرح لهم وغالبا دون جدوى… بأنني لست مدبرا للأمر العمومي و لربما وضعيتي العلمية تمكنني من أن أوصي بالكثير و لكنني في النهاية… لا شأن لي في اتخاذ أي قرار و لا بتدبير الأمر العمومي… و كما وعدت الكثير منهم و الذين ينتمون لجميع أطياف المجتمع… ها أنا اليوم، و كأي مواطن ملقح… أضم صوتي لصوت كل الملقحين و بكل مسؤولية … أطالب بتحرك الجهات المسؤولة لتخفيف القيود و اتخاذ القرارات المناسبة…
نحن الملقحون…
نحن الملقحون… بالجرعة الأولى و الثانية، و قد وصل عددنا إلى 22 مليون مغربي أي 75 في المئة من الفئة المستهدفة بالمغرب (الأشخاص فوق 12 سنة)… أمنا و نؤمن بالمقارية الملكية الجريئة و الاستباقية… والتي جعلت في صلبها كرامة المواطن الصحية و المعيشية… والتي جعلت من التلقيح وسيلة للخروج من الازمة الصحية الراهنة… و نحن على ثقة أن مدبري الأمر العمومي يؤمنون بالمقاربة الملكية كما نؤمن بها…
نحن الملقحون…
انضبطنا لقرارات مدبري الأمر العمومي… فكما طالبونا به… فقد تلقحنا و لقحنا أطفالنا و أبائنا و أجدادنا… و ترافعنا عن اللقاح… و تعرضنا للشتم و القدح و التنمر و البلطجية من البعض… ولكن لم و لن نحيد عن المقاربة المغربية التلقيحية كحل وحيد للخروج من الأزمة… و التي نرى من أولى نتائجها التحسن الجلي لوضعيتنا الوبائية و خروجنا من موجة السلالة دلتا…
نحن الملقحون…
آمنا بوعودكم للعودة التدريجية للحياة الطبيعية… آمنا بمرونة قراراتكم و آنيتها… آمنا باستماعكم لنبض الشارع… و لكننا اليوم… لا نفهم اليوم ماذا تنتظرون لتمتعونا بحقوقنا و تعيدونا للحياة الطبيعية تدريجيا… لماذا لا تمتعوننا بها كما يتمتع الملقحون في البلدان الاخرى …. فتونس ترفع الحجر الليلي… و إسبانيا و فرنسا عادوا إلى الحياة الطبيعية…و…و…
نحن الملقحون…
نود أن ترفعوا عنا الحجر الليلي الذي يضغط نفسيا علينا… من حقنا العودة للتدريس و تلاميذنا و طلبتنا العودة للدراسة حضوريا… لا يمكننا الاستمرار في حظر تشغيل المسارح ودور السينما… من حقنا العودة للملاعب… و بما أنه كثر الحديث عنهم… نود رجوع “الكسالة و الطيبات” للاشتغال وكمواطنين للاستمتاع بحمامتنا… من حق الملقحين العودة إلى حياتهم… و كل مواطن ب”صحيحتو يقلب على طرف ديال الخبز بكرامة و عرق جبينو”.
نحن الملقحون…
و بخلاصة… عيينا و بغينا “نتاعايشو” مع الفيروس و “ما نطبعوش” مع الكوفيد ولكن نرنو ونود الرجوع لحياتنا الطبيعية… وبالتدرج … وبغينكم ديرو لينا شي حل… و حنُّوا منَّا وحلُّوا علينا… الله يرحم ليكم الوالدين.
و حفظنا الله جميعا…
و نحن غير الملقحين نقول لكم
هنيئا لكم
لنا أجسادنا و لكم أجسادكم
وكل حر في جسده يفعل به ما يشاء
و حرية التنقل حق دستوري كوني لا حق لأحد في منعه و تقييده
و كفا من المبالغة أنكم تعرضتم للبلطجة
و أولادنا و فلذات أكبادنا لن نلقحهم
نحن غير الملقحين آمنا بأن التلقيح لا ينفع ولا يضر في شيء في الوقت الراهن وليست له أي جدوى خاصة حينما نرى أشخاصا من أحبابنا وأصدقانا أصيبو بالفيروس رغم أنهم ملقحون بجرعتين ويخافون على أنفسهم ومع ذلك قدر عليهم أن يصيبو فمنهم من قاسى الويلات مع قلة الأكسجين ومنهم من فارق الحياة رحمهم الله ورحم جميع موتى المسلمين فالله يجازيكوم بخير عرفنا أننا وصلنا تقريبا لواحد وعشرين مليون ملقح ونطلب الله أن يمتعهم بصحتهم ولا تكون هناك مصائب مع مرور الأيام فرجاء ارحمونا واتركونا نعيش حياتنا الطبيعية راجين من الله أن يرحمنا ولا يعذبنا بذنوبنا