“البنيان المرصوص” تنفي مشاركتها في معارك الهلال النفطي
هوية بريس – وكالات
نفت غرفة عمليات البنيان المرصوص التابعة لـ “حكومة الوفاق الوطني” مشاركة قواتها في القتال الدائر في منطقة الهلال النفطي شمال شرقي ليبيا بين سرايا الدفاع عن بنغازي وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في حين نددت دول غربية بما سمته التصعيد العسكري في المنطقة.
فقد قال المتحدث باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص العميد محمد الغصري -في بيان تلاه عبر قناة مصراتة الفضائية- : إن آمري محاور الغرفة ينفون مشاركتهم في أي عمل عسكري في الهلال النفطي الواقع بين سرت وبنغازي.
وأضاف أن قوات البنيان المرصوص تتلقى التعليمات من آمر غرفة العمليات الخاصة والمنطقة العسكرية الوسطى، وأكد أن قيادة البنيان المرصوص لم تصدر أي تعليمات بخصوص التحرك العسكري في منطقة الهلال النفطي، وتحذر كل الجهات التي تريد إقحامها في هذا القتال.
ويأتي هذا البيان بعد تهديد العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم ما يعرف بقيادة القوات المسلحة الليبية (قوات حفتر) باستهداف قوات البنيان المرصوص في حال سعت لتقديم المساعدة لسرايا الدفاع عن بنغازي، أو تقدمت شرقا من شرت لاستلام ميناءي راس لانوف والسدرة اللذين استولى عليهما مقاتلو السرايا يوم الجمعة الماضي ضمن ما سمي “عملية العودة إلى بنغازي”.
وقال المسماري -في مؤتمر صحفي ببنغازي أمس- إن على قوات البنيان المرصوص أن تغادر محيط سرت إلى داخل المدينة حتى لا تتعرض لضربات جوية. يُذكر أن قوات البنيان المرصوص استعادت العام الماضي سرت من تنظيم الدولة الإسلامية بعد قتال استمر أشهرا.
حشد للمعركة
في الأثناء، قال متحدث باسم قوات حفتر إن ما سماه الجيش الوطني الليبي يستعد لهجوم مضاد كبير لطرد سرايا الدفاع عن بنغازي من المواقع التي سيطرت عليها في الهلال النفطي.
وأضاف المتحدث محمد غانم أن “هناك تعبئة كبيرة جدا للقوات المسلحة الليبية لطرد العصابات الإرهابية من منطقة الهلال النفطي”. وكانت سرايا الدفاع قد سيطرت على بلدتيْ النوفلية وبن جوادي وعلى ميناءي السدرة وراس لانوف، في حين تراجعت قوات حفتر إلى مدينة البريقة، ولا تزال تحتفظ بميناءي البريقة والزويتينة.
وشنت طائرات تابعة لحفتر الأيام الماضية عدة غارات جوية على مناطق سيطرة سرايا الدفاع في محاولة لإرغام مقاتليها على التراجع. وقال قائد السرايا العميد مصطفى الشركسي أمس في مؤتمر صحفي إن قواته تضم ثلاثة آلاف رجل، وهدفها الوصول إلى بنغازي لإعادة من هجّرتهم عملية الكرامة بقيادة حفتر لبيوتهم.
وشدد الشركسي على أن السرايا تحركت لاستعادة بنغازي وضمان التداول السلمي على السلطة، ومنع عودة الحكم العسكري الذي يسعى حفتر لفرضه بقوة السلاح، وفق قوله. ومنذ بدء العملية قتل 13 من قوات حفتر واثنان من سرايا الدفاع.
وفي بيان مشترك أصدروه، ندد سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بما سموه التصعيد في منطقة الهلال النفطي، ودعوا لوقف إطلاق النار. ودعا السفراء إلى حماية المنشآت النفطية، وقالوا إن هناك حاجة لقوة عسكرية وطنية موحّدة تحت قيادة مدنية.
وفي سياق متصل، قال مصدر مسؤول رفيع من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني -لمراسل الجزيرة- إن إيطاليا وألمانيا وإسبانيا رفضت المشاركة في البيان، دون أن يوضح أسباب الامتناع.
قاعدة طبرق
على صعيد آخر وفي تطور منفصل عن تطورات الهلال النفطي، أكد المكتب الإعلامي لمجلس شورى مجاهدي درنة أن سرية من مقاتلي المجلس استطاعت الوصول إلى قاعدة طبرق الجوية بأقصى شرق البلاد، وأضاف أنهم وجدوها خالية تماما من أي وجود عسكري لقوات حفتر.
وقال أحد أعضاء المكتب لمراسل الجزيرة إن الهدف من الوصول إلى داخل القاعدة العسكرية كان تنفيذ أعمال عسكرية تستهدف قوات حفتر ومواقع تمركزهم وآلياتهم العسكرية. وتابع أن مقاتلي المجلس وجدوا القاعدة خالية تماما من الطائرات الحربية والعسكريين.
وأوضح أن هذه السرية تحركت بحرية تامة -وفق وصفه – في الطريق الرابط بين مدينتي طبرق ودرنة وتوجهت إلى مواقع أخرى في الصحراء الواقعة جنوب المدينتين، وصفها بالمواقع “الحساسة والمهمة” دون أن يقابلها أي وجود عسكري لقوات حفتر، وفقا للجزيرة.