البوزرواطيون.. مدرسة التوحيد.. ونافخ الكير

مجددا أثار الوزير السابق د. خالد الصمدي نقاشا على شبكات التواصل الاجتماعي بعد نشره تدوينة قوية اللهجة تحت عنوان: “البوزرواطيون… مدرسة التوحيد ونافخ الكير”، وجّه فيها نقدا لاذعا لما وصفه بـ”البوزرواطيين الجدد” و”شعيتهم من أتباع السامري وعبدة العجل”، معتبرا أنهم يسعون إلى التشويش على الثوابت الدينية والوطنية للمغاربة.
الصمدي قال إن هذه الفئة “لا تؤمن حتى بحركة الأرض”، رغم علمها بسنن التاريخ والجغرافيا ودينامية الزمان والمكان التي تؤكد أن المغرب والمشرق يتبادلان أدوارهما يوميا على مسرح الحضارة.
واعتبر الصمدي أن هدف هؤلاء ليس الانشغال بقيم التمازج الحضاري بين المغارب والمشارقة أو إدارة الاختلاف الطبيعي بين الشعوب، بل السعي إلى فصل المغاربة عن القبلة التي توحّد المسلمين في البيت الحرام، حيث “ينتهي عند الطواف والصلاة إليها كل تمايز بين الناس على أساس الأعراق واللغات والأنساب والأماكن والألوان”.
ذات المتحدث رأى في ذلك استهدافا لمدرسة التوحيد التي اعتبرها أسمى تجليات حقوق الإنسان، لأنها تؤطر مبدأ المساواة الروحية بين المؤمنين، مستشهدا بالآية الكريمة “وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره”.
وفي ختام تدوينته، رفع الصمدي دعاء لحماية المغرب مما وصفه بـ”نافخ الكير وكل حاسد وناعق وفتّان”، في إشارة إلى تيارات وممارسات يعتبرها “هدّامة” ومنافية لروح الوحدة الدينية والوطنية.
هذا وقد حذر عدد من العلماء والأكاديميين مما يروّجه بعض المتربصين بدين وتراث المسلمين، ممن يسعون إلى بثّ الشك في الثوابت الجامعة، ورفع شعارات دخيلة من قبيل “قرآن بورغواطة يجمعنا”، معتبرين أن مثل هذه الدعوات تمسّ جوهر الهوية العقدية للمغاربة وتشوش على وحدة المرجعية التي حفظت تماسك الأمة عبر قرون.



