تقرير أمريكي يفضح “جبهة غالي” الانفصالية

هوية بريس – متابعات
كشف تقرير لمركز أبحاث أمريكي أن مقاتلين من جبهة البوليساريو سافروا إلى سوريا لدعم الجيش النظامي، حيث تلقوا تدريبات عسكرية على يد حزب الله اللبناني، قبل أن يفرّ بعضهم إلى لبنان عقب انهيار نظام الأسد في ديسمبر الماضي، بينما اعتُقل العشرات منهم جنوب حلب ونُقلوا إلى إدلب.
التقرير أعدّته الصحافية والباحثة الهولندية رينا نيتجس ونُشر في 14 غشت 2025 على موقع منظمة DAWN الأمريكية، التي تُعنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
علاقات مع إيران والجزائر
أكدت مصادر محلية أن بعض المعتقلين من البوليساريو اعترفوا بارتباطات مع الحرس الثوري الإيراني وأجهزة استخبارات جزائرية وإيرانية، بل وأقرّوا بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين سوريين.
وفي المقابل، نفت قيادة البوليساريو هذه الاتهامات ووصفتها بـ”الأكاذيب الدعائية”، مؤكدة أنها قطعت علاقاتها مع دمشق منذ عهد بشار الأسد.
غير أن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف كان قد طالب السلطات السورية في فبراير الماضي بالإفراج عن عسكريين جزائريين ومقاتلين من البوليساريو، إلا أن دمشق رفضت الطلب وأكدت نيتها محاكمة نحو 500 جندي وضابط جزائري ومقاتلين صحراويين.
جدل حول العدالة الانتقالية
أثار وجود مقاتلي البوليساريو في سوريا نقاشًا واسعًا حول مسار العدالة الانتقالية. رئيس لجنة العدالة الانتقالية عبد الباسط عبد اللطيف شدد على أن الملاحقة يجب أن تشمل جميع الميليشيات العابرة للحدود، بما فيها حزب الله والبوليساريو، وليس فقط رموز النظام السوري.
ورغم الاعتقالات، لم تُعقد بعد محاكمات شفافة أو تُفعَّل آليات جبر الضرر للضحايا، وهو ما يترك السوريين، وفق التقرير، رهائن لأجندات إقليمية وميليشيات متعددة الجنسيات.
تفاصيل الاعتقالات
-
في ديسمبر الماضي، اعتُقل نحو 70 مقاتلاً من البوليساريو وعسكريين جزائريين جنوب حلب قرب مطار أبو الظهور العسكري.
-
مصدر آخر أكد وجود 58 مقاتلاً من البوليساريو محتجزين في إدلب منذ تحرير حلب.
-
آخرون فرّوا إلى لبنان مستخدمين هويات مزورة، بينما واصل بعضهم القتال في صفوف الميليشيات الأجنبية بدعوى زيارة مقام السيدة زينب.
أبعاد إقليمية
وجود البوليساريو في سوريا، حسب التقرير، يمثّل نموذجًا صارخًا لتورط الميليشيات الأجنبية في النزاع السوري، بالتنسيق مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وبدعم أجهزة استخبارات جزائرية.
هذه الشبكات أسهمت في جرائم حرب خطيرة ما تزال بلا محاسبة، في ظل ضعف مؤسسات العدالة السورية.
خلاصة التقرير
خلصت الكاتبة رينا نيتجس إلى أن “كثيرين يريدون الحقيقة والمساءلة وفرصة بناء مجتمع لا تتحكم في مصيره الميليشيات الأجنبية، سواء كانت من طهران، بيروت، بغداد، الصحراء الغربية، الجزائر، أوزبكستان، مصر أو قنديل”.



