“البيجيدي” يدخل على خط صمت الحكومة ويصفها بهذا الوصف..
هوية بريس- متابعة
نشر الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية مقالا، ضمن نافذته “المختصر المفيد”، ينتقد فيه صمت الحكومة، كما يتساءل فيه عن دوافع منع الصحفيين من دخول مجلس النواب، وكذا التراجع عن اعتماد تقنية البث المباشر من قبل أغلب مجالس الجماعات الترابية.
ووصف الموقع، في هذا المقال، الحكومة الحالية ب”حكومة “واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان””.
وجاء في المقال: “غريب هذا الإصرار المرضي على غلق نوافذ الشفافية التي تنتهجه الحكومة وأغلبيتها، فلا ندري أي مصلحة تحققها بإصرارها على أسلوب الاشتغال وراء الجدر السميكة، ولماذا تتضايق من الصحافة فتغلق أبواب البرلمان أمامها، وتحتمي بصحراء الصمت في وقت البيان ولزومه، وتلوذ بحكمة “وكم حاجة قضيناها بتركها”.”.
وأضاف ذات المقال: “وقبل هذا تراجعت أغلب مجالس الجماعات الترابية التي أفرزتها واقعة الثامن من شتنبر بعلاتها، عن اعتماد آلية البث المباشر لدورات هذه المؤسسات الدستورية الهامة، وهي خطوة تراجعية بكل المقاييس، وارتداد كامل الأوصاف !!”.
وتابع أن كل هذا “يزكي أننا أمام اختيار إرادي لدى من آل إليه أمر تدبير الشأن العام، يعكس فوبيا مرضية من الصحافة ومن الشفافية بشكل عام، ويجعل هذا التجربة تعاكس التوجهات الدستورية الكبرى المتعلقة بحماية وضمان حق المواطن في المعلومة كما تقتضيه المادة 27 نصا وروحا، وكما تقتضيه روح الدستور عموما ومبادئه العامة، مما يطرح أسئلة كبرى حول مقاصد هذا التوجه؟ وحول السبب الحقيقي وراء هذا الخوف غير المبرر من الشفافية؟”.
وقال صاحب المقال: “إن الخوف من الشفافية قد يستطبن نزوعات لا ديمقراطية عند أصحابه، تتمظهر في سلوك الاستعلاء واستصغار الآخر، سلوك يعتد بالذات الى درجة مرضية، ويدفع في اتجاه الاستفراد بالقرارات، والتنصل من المقاربة التشاركية التي تقتضي إشراك الآخر والاستماع له”.
وحذر المقال: “وخطورة هذا التوجه تكمن أنه لن يقف عن حد في غلق الأبواب، فعلينا أن ننتظر مع مرور الوقت واستمرار التوجس من الوضوح، أن تفاجئنا الحكومة وأغلبيتها بقرارات أخرى موغلة في تقييد حرية التعبير، والتضييق على عمل الصحافة، وحرمان المواطن من حقه في الحصول على المعلومة وفي تتبع الشأن العام وانتقاد السياسات العمومية”.
وزاد: “وهذا ينسجم مع طبيعة هذه الأغلبية ذات النزوع الهيمني كما يدل عليه استئثارها بمجالس الجهات بشكل كامل، وكما تدل عليها خرجات بعض وزرائها غير المحسوبة، والاستقواء على الناس وإحصاء الأنفاس إلى حد التهديد بمعرفة لون “التقاشر”، كل هذا ونحن ما زلنا في البدايات، أما النهايات فالله وحده يعلم أي حضيض ستنزلنا إليه هذه التجربة؟؟”.