“البيزوطَاج” بالمعاهد.. موعد مأساوي سنوي للطلبة الجدد يشهد الإغماءات والأزمات النفسية الحادة (مُراسلة)

هوية بريس-متابعات

يثير موسم “البيزوطاج”، استياء عدد كبير من الأسر والطلبة الجدد بالمعاهد، بسبب الممارسات الشاذة التي تمارس في حقهم من طرف الطلبة القدامى.

موسم “البيزوطاج” أو بتعبير أحد طلبة المعاهد، موسم “الإهانة”، في الأساس له معنى عسكري يعود إلى عالم الجندية، إذ كان الجنود القدامى يستقبلون نظراءهم الجدد باحتفالات غير اعتيادية، من أجل إدماجهم نفسياً في “أجواء الجندية” المتسمة بصعوبتها وصرامتها ومتطلباتها البدنية. وبمرور الوقت “انحرف” مسار احتفالات “البيزوطاج” لتتحول إلى ممارسات تتسم بالغرابة أو العنف والإساءة والتجاوزات الأخلاقية، الشيء الذي دفع عدداً من الأصوات إلى المطالبة بمنعها أو على الأقل مراقبتها في الفضاءات الدراسية العليا.

ووصلت ممارسات البيزوطاج حسب شهاجات عدد من الطلبة، حد تلقي الصفعات، أو بالركض خلف الطلبة الجدد لرشقهم بالطماطم، أو البيض، أو الماء، أو إرغام الطلبة الذكور على ارتداء ملابس نسائية، وغيرها من الممارسات.

وتوجه طلبة جدد بداية هذا الموسم الجامعي بشكاية للمندوبية السامية للتخطيط، الوصية قانونيا على المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي.

وحملت المراسلة موضوعا تحت عنوان “إهانة وعنف بمعهدكم”، موردة على لسان الطلبة الجدد: “نعترض بشدة على الظاهرة الهمجية التي يُطلق عليها اسم البيزوطاج والتي لا علاقة لها بالممارسة التربوية؛ فكيف يُرغَم الطالب على الانحناء على ركبتيه ويُقيَّد من طرف أربعة أشخاص ويقوم الخامس بحلق جزء من شعره مُستبيحِينَ حُرمة جسده ويُسمّى هذا “بيزوطاج”؟.

واستنكرت الشكاية: “هذه همجية ليس لها أية صلة بأخلاقنا ولا ثقافتنا ولا حياتنا الجامعية.. لكم أن تتصوروا الآثار النفسية جراء هذه الإهانة والمعاناة والحط من الكرامة التي تصاحب أبناءنا الذين من المفروض سيتحمّلون مسؤولية هذا البلد وهم مُحطّمو الكرامة، تَعلَّمُوا التخويف والخنوع قبل أن يتعلموا الاستقلالية وصقل المهارات الحياتية”.

وطالبت الشكاية “المندوب السامي للتخطيط الحليمي، بصفته المسؤول عن المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي INSEA’، بوقف هذه المهزلة وإحالة الفاعلين على المجلس التأديبي”، مشددة على “احتفاظ الطلبة بكل حقوقهم في المتابعة القانونية لكل المسؤولين عن هذا الاعتداء والحط من الكرامة في حرم مؤسسة وطنية”.