التأريخ الهجري…!
هوية بريس – جواد أمزون
إن كل التأريخات في العالم ترمز إلى بداية أحداث دينية عظيمة عند أتباعها وتعتبر جزءا من هوية تلك الشعوب ودينها وثقافتها وهي رمز له حمولات ويحمل معاني العزة والشرف.. وكذلك تأريخنا الهجري الذي اتخذه الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله وجعل من الهجرة النبوية مناسبة لبداية تقويم هذه الأمة لدورها العظيم في تغيير مجرى التاريخ إذ كانت النواة لبداية عهد جديد تأسست فيه دولة الإسلام التي قادت العالم ونشرت العدل والسلام وأخرجت الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد..
ومن هذا المنطلق أحببت أن أدعو أحبابي إلى العناية بهذا التأريخ لأن الملاحظ أن الناس قد غفلوا عنه ولا يهتمون به إلا في مناسبات معلومة.. وهذا من مخلفات الاحتلال الصليبي لبلدان الإسلام.. وهو مخطط مقصود من أعداء الأمة ليحولوا بينها وبين تاريخها كي لا تصعد لتسعد وليجعلوا حجابا بين شباب اليوم وتاريخهم المشرق الذي سيزرع فيهم الأمل ويربطهم بالقدوات الحقيقية ويتذكروا به مجدا تليدا ضاع سيعود إن شاء الله..
إن مما ينبئك عن أهمية التأريخ الهجري هو حرص الصحابة عليه واختياره دون ما عرف في زمانهم وفيه إشارة إلى الاستقلالية والتحرر من قيود القوى العالمية في تلك الحقبة وعدم رضى الصحابة بأن يكونوا أذنابا وتبعا لغيرهم من الأقوام…
أدعو هنا بالخصوص الخصوص الأساتذة إلى الحرص عليه في وثائقهم وفي مراسلاتهم.. وتحيينه في السبورة يوميا ليرتبط به المتعلمون.. وإن إهماله جناية في حق الأمة واستمرار لمسلسل طمس الهوية والغرق في ويلات التبعية العمياء والجوفاء.. وإذا نسيناه فقد نسينا شخصيتنا وعزتنا.. فلنتحد جميعا.. ومن غفل عن هذا فقد نبهناه ومن تساهل فقد أخبرناه..
هذا عام هجري ودعناه واستقبلنا عاما جديدا.. وأعمارنا تمضي بسرعة.. فلنغتنم أوقاتنا ولنستغلها في الطاعات ولنبادر بالأعمال قبل حلول الآجال..
عام جديد نأمل أن تتجاوز فيه الأمة ذلها وهوانها وانقسامها وتتحد ضد عدوها وتسترجع مجدها وعزتها وسؤددها.. أملنا الوحيد في الله وهو الركن الشديد أن يمن على المستضعفين وينتقم من الظالمين..
اللهم ردنا إلى دينك ردا حميدا واختم لنا بالحسنى..
اللهم انصر دينك وعبادك الصالحين..
رب يسر وأعن!!!
#لنحيا_كراما