التبصير بغلو الأشاعرة في التكفير.. على هامش فعاليات مؤتمر الشيشان
هوية بريس – رضوان شكداني
لقد اجتمع الأشاعرة والماتريدية في مؤتمرهم بالشيشان بعنوان: (مَن هُم أهلُ السُّنَّة والجَماعة، بيانٌ وتوصيفٌ لمنهجِ أهل السُّنَّة والجَماعة اعتقادًا وفِقهًا وسلوكًا، وأثَر الانحرافِ عنه على الواقِع) وكان المؤتر حلقة من حلقات الأشاعرة في نبز أهل السنة والجماعة بالغلو في التكفير والتشدد والإرهاب، مستغلين جهل كثير من الناس بمعتقد أهل السنة في التكفير وضوابطهم في ذلك، وجعلوا سلاحهم في تنفير الناس عن منهج السلف، ورميهم في مستنقعات عقائد الخلف، والمتأمل في عقائد الأشاعرة وما صنفوه في كتبهم يجد أنهم أشد الناس غلوا في رمي المخالفين لهم بالكفر والخوض في سلسلة التكفير وحالهم يصوره المثل الشهير: “رمتني بدائها وانسلت”.
وبياننا لغلو الأشاعرة في التكفير حقيقة ساطعة لكل معاين لكتبهم وبصير بتقعيداتهم وتعقيداتهم، وليس ضربا من تلفيق التهم بلا بينات أو تحامل بلا براهين واضحات أو ردة فعل غير منضبطة بالقواعد النيرات، وإن كان أكثرهم لا يفصحون عن عقائدهم ولا يجرؤون على بيان طريقتهم للناس كما قال ابن قدامة رحمه الله في كتاب المناظرة في القرآن ص35: ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و(الأشعرية).
وسأبين جملة من النقول عن أساطينهم تبين تهافتهم وغلوهم في التكفير سواءا تكفيرهم لعامة المسلمين أو تكفيرهم لمن خالفهم من الأئمة المعتبرين.
أولا: تكفير من ليس على مذهبهم من العلماء:
قال الشيخ أبو إسحق الشيرازي امام الأشاعرة في وقته وصاحب كتاب المهذب الذي عليه وعلى شرحه للإمام النووي رحمه الله ما نصه: (فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الاشعري رضي الله عنه فهو كافر. ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم فيكون كافرا بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما كفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما). انظر شرح اللمع له (1/111).
وقال السبكي في سيفه الصقيل “الخشبي” معقبا على الإمام العلامة ابن القيم”فهو الملحد لعنه الله وما أوقحه وما أكثر تجرؤه أخزاه الله” السيف الصقيل ص 37 وقد حققه الكوثري فمسخه!
وتمادى الكوثري فرمى ابن القيم -رحمه الله تعالى- بأَلفاظ التكفير والسب والثلب ما يأنف الطبع عن سماعه وقد حشرها في رسالته المسماة ((تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم)).
وقال الكوثري أيضا: وقد كفر ابن تيمية قضاة المذاهب الأربعة فى مصر حين حرم زيارة قبر النبي. تكملة السيف الصقيل ص 155.
وقال ابن نُجَيْم الحنفي الماتريدي (970هـ) في (البحر الرائق: باب أحكام المرتدين5/129): (ويكفربإثبات المكان لله تعالى، فإن قال: الله في السماء، فإن قصد حكاية ما جاء في ظاهر الأخبار لا يكفر، وإن أراد المكان كفر”.
وقال أبو المعين النسفي الحنفي الماتريدي (508هـ) في (تبصرة الأدلة 1/169) “والله تعالى نفى المماثلة بين ذاته وبين غيره من الأشياء، فيكون القول بإثبات المكان له ردًّا لهذا النص المحكم -أي قوله تعالى: {ليس كمثله شىء}- الذي لا احتمال فيه لوَجْهٍ ما سوى ظاهره، ورادُّ النص كافر، عصمنا الله عن ذلك” اهـ.
ثانيا : تكفير عموم المسلمين الذين لم يتلقوا عقيدتهم في الله تعالى بالنظر؛ الذي هو ترتيب الأقيسة العقلية، حيث تجدهم يقررون في كتبهم وجوب النظر العقلي لإثبات وجود لله تعالى، ومن لم يعتمد هذه الطرق العقلية سموه مقلدا ثم قرروا أن إيمان المقلد لا يصح، هذا مذهب الأشعري وأئمة أصحابه واختيار محمد بن يوسف السنوسي (ت 895) صاحب أم البراهين وغيرها من كتب الكلام المعتمدة عند المتأخرين، وقد قال في كتابه المنهج السديد (ص:48): “وهو قول الجمهور وبعضهم يحكي الإجماع عليه”.
والمقلد عند القوم من لم يقم الدليل على الأصول العقدية والأدلة عند القوم هي الأدلة الكلامية
قال الباجوري في شرح جوهرة التوحيد: “ففيه بعض القوم: أي فبسبب تحيره وتردده اختلف العلماء في إيمانه صحة وفساداً، وحاصل الخلاف فيه أقوال منها:
عدم صحة إيمان المقلد، فيكون المقلد كافراً، وعليه السنوسي”.
وهذه شهادة أبي إسماعيل الهروي (ت:483) فيهم إذ يقول (كما في بيان تلبيس الجهمية 1/273): “وأبطلوا التقليد فكفروا آباءهم وأمهاتهم وأزواجهم وعوام المسلمين، وأوجبوا النظر في الكلام واضطروا إليه الدين بزعمهم فكفروا السلف”.
وممن شهد بذلك القرطبي (ت:671) في تفسيره حيث قال (7/332).
ورغم قولهم بمذهب غلاة المرجئة فقد غلو في التكفير ويرجع دلك لأمرين:
أحدهما: أن هذه المقالة من رواسب الاعتزال التي بقيت في المذهب ولم يتخلص منها الأشعري، وهذا رأي أبي جعفر السمناني كما نقله عنه ابن حجر في فتح الباري (1/67).
والثاني: أن هذه المقالة هي لازم تعريفهم للإيمان بالمعرفة والكفر بالجهل، وعندهم من لم يثبت وجود الله بالأدلة العقلية فهو جاهل به وإن آمن به فلزم من جهله كفره.
فهذه النقول -وغيرها كثير- تبين أن الأشاعرة من غلاة التكفير، بشهادة كبراؤهم وعلماؤهم، ألا فليخجل أتباعهم من وصف أهل السنة بالغلاة في التكفير والمتشددين في التنفير.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخي الفاضل أنبهك إلى تدليس دلسته على الإمام الشيرازي بقيامك بإجتزاء كلامه و تحريفه عن سياقيه, فمن قرء الكلام كله للإمام الشيرازي بسباقه و لحاقه يتضح له ما أراد الشيخ و إليكم النقل المباشر من كتابه الإشارة إلى مذهب الحق الصفحة 191 قال:
فكما أن محبتهم و إتباعهم توصل إلى الجنة، و إن كثرت الذنوب، و فكذلك بغضهم و ترك إتباعهم و الإقتداء بهم يكون سببا للخلود في النار، و إن كثرت الطاعة، فمن إعتقد غير ما أشرنا إليه من إعتقاد أهل الحق، المنتمين إلى الإمام الأشعري رضي الله عنه فهو كافر، و من نسب إليه غير ذلك فقد كفًَرَهم، فيكون كافرا بتكفيره لهم….”
إنتهى النقل
فإنظر أخي ماذا يقصد الإمام الشيرازي هل يريد إطلاق الكفر على كل من خالف الإمام الأشعري أم خالف الإمام الأشعري بالضبط في مسألة الصحابة. و لم يأت الشيرازي بدعة فشيخ الإسلام بن تيمية يكفر من يطعن في الصحابة و الإمام الطحاوي كذلك.