التحذير من المتاجرة بالشعوذة واستغلال المغفلين.. «الماركوتينغ» في خدمة الدجل
هوية بريس – خالد أخويري
الخميس 28 يناير 2016
بينما أنا أمشي بأحد شوارع حي السلام بأكادير قبل يومين أثارت انتباهي مطوية ملقاة على الأرض بسبب تصميمها الإسلامي الظاهر، انحنيت لأخذها فضولا ورغبة في التمعن في تصميمها لعلي أستفيد من ذلك، ولأقيها الامتهان إذا ما كانت تحتوي على آيات قرآنية أو أسماء لله سبحانه.
غير أني صدمت عندما علمت أنها عبارة عن إشهار دعائي لشخص يسمي نفسه بـ”الشيخ الحبيب م.هـ”، يدعي فيها أنه يقوم بفك وتبطيل جميع أنواع السحر والربط -طبعا الذي هو من عمله وأقرانه-، والرقية الشرعية -أو بالأحرى الطلاسم غير الشرعية-، وأن من تخصصاته معالجة: المس الجني، العين والحسد، الخوف والتابعة، العكوسات والوسواس والوهم، الثقاف والعنوسة وثقاف الزواج، إضافة إلى مجموعة من “حجابات الشيخ” مثل: القبول وخاتم الحظ وجلب الغائب وازدهار التجارة!!!
وزادت جرأته في الاعتراف بما يقوم به من ضلالات وما ينشر من خرافات ومن أعمال اعتقاد أن غير الله قادر عليها كفر عند العلماء المالكية وسائر علماء الأمة، حيث كتب في مطويته أن على الراغبين في تعلم “الروحانيات” -والحق وصفها بالشيطانيات- وعلم الفلك والخط الناتي والكشف والخط الرملي أسرار الحروف والأرقام وعلم الأبراج والنجوم والأقسمة والتوكيلات واستحضار الأرواح، وغير ذلك من علوم السوسيين -والسواسة براء من ذلك الدجل والشعوذة-، زيارة هذا الدجال، وأنه يعالج المرضى والمصابين -المغفلين- من داخل المغرب وخارجه.
كما أنه فاق دجل مكي الصخيرات الترابي الذي يعالج كما يدعي من خلال إصدار موجات مغناطيسية من جسده، بأن ذكر دجال سوس أنه يمكنه الكشف عن حال ضحاياه من معتقدي نفع هؤلاء المتاجرين بعقائد الناس عن طريق الاتصال بهاتفه، وذلك ليسهل عليه استدراج ضحيته إلى دهليزه أو وكره العفن رائحة وروحا.
حقيقة استغربت كثيرا من لجوء السحرة والمشعوذين والدجالين وتوظيفهم لهذا النوع من الإشهار، من خلال الاستفادة من جودة “الماركوتينغ” لترويج الدجل والخرافة والشعوذة!!
كما استغربت أكثر جرأة هذا المشعوذ الدجال على الخروج إلى العلن وعرض خدماته، وممارسة نشاطه الآثم بشكل رسمي وعلني، بحيث لم يعد دجله وأمثاله مقتصرا على معارفهم فقط وفي الخفاء، بل تطور الأمر إلى البحث عن المزيد من الضحايا المغفلين من جهال المسلمين، للإيقاع بهم في ظلمات الشرك وأعمالهم الكفرية.
بل إن الأمر لا يتعلق فقط برقم هاتف قد يتنصل منه إذا ما اشتكاه ضحاياه إلى السلطات بعد أن يأكل أموالهم بالباطل ولا يفيدهم في شيء سوى زيادة قهرهم وذلهم من جهلهم بالدين ونور توحيده وصفاء عقائده.
فالحجابات التي يأكل بها أموال الناس بالباطل ورد فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فلا أتم الله له))، وفي رواية: ((من تعلق تميمة فقد أشرك)).
ولنا أن نتساءل جميعا:
أين الجهات المعنية بحفظ الأمن الروحي للمغاربة؟
وأين السلطات والأجهزة الأمنية لتمنع مثل هذه الأنشطة التي تأكل بها أموال الناس بالباطل، وتدفعهم للقيام بممارسات تخالف العقل والشرع والعرف بل والإنسانية أحيانا؟!
أينك يا وزارة الأوقاف من هذا الدجل، وهاته الشعوذة، وهذا التزندق باسم الروحانيات؟!!
حسبنا الله ونعم الوكيل…