التسامح الديني سفير دائم للثقافة الإسلامية: قراءة تحليلية على ضوء التفجيرات العدوانية في مصر
هوية بريس – بدرالدين الحميدي[1]
التسامح الديني من الموضوعات القديمة-الجديدة لتكرر الاعتداءات على المخالف في العقيدة؛ ولذلك فنحتاج إلى إثارته بينَ بينَ. فبين فترة وأخرى يحتاج المربّون في مختلف المنابر إلى تذكير أبناء الأمة الإسلامية من مختلف الشعوب والبقاع من العالم الإسلامي بمبادئ التسامح الشرعية، ووسائله المرعية، وأحواله والتاريخية والواقعية، وخاصة في مناسبة إسلامية كذكرى المولد النبوي الشريف التي يوليها المسلمون أينما كانوا عناية خاصة حكاما ومحكومين. فالتسامح الديني يسافر بأخلاق الأمة الإسلامية بين الأمم الأخرى التي قدّم لها الإسلام على أنه دين عنف، وقتل، ودموية غير رحيمة. فالتسامح الديني هو الكفيل اليوم بالقيام بسفارة فعّالة بين أبناء الأمة الإسلامية وأبناء الأمم الأخرى الذين نعايشهم في هذا الكون من أجل إفهامهم أن الدين الإسلامي هو دين أرشد ابناءه إلى طرق التعايش بين الأمم دون تنازع وخصام؛ بل في ود ووئام وأمن وسلام.
وبطبيعة الحال، فهناك بعض الأمم المسلمة فهمت معنى التسامح مع المخالف في الدين فاستطاعت التعايش مع أبناء هذه الأمم التي اختارت دينا غير دين الإسلام اقتناعا منهم بأحقيتها وصحتها، أو عنادا واستكبارا، “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا”.[2] فالفهم العميق والفقه الدقيق لما يتعلق بالتسامح الديني من وحي الله تعالى وما ثبت بالنقل الصحيح في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي ساهم بصورة منقطعة النظير في بناء سفارة ثقافية وحضارية ذات فعالية في التقريب بين الناس ومساعدتهم على التعايش بين أمم حاملة لرسالات اعتقادية مختلفة تتسم بالتعارض والتناقض أحيانا والمواءمة والموافقة تارة أخرى. فالمشكلة تثار عند وجود أصحاب ديانات مختلفة يقف كل فريق منهم على طرفي نقيض من الآخر؛ ومن ثم يتخيل أن هذا الآخر عدو له يجب الحذر منه أحيانا؛ بل وتجب مباغتته أحيانا أخرى، أما عند وجود التوافق والانسجام بين الفريقين فلا يكون هناك أي إشكال يثار آنئذ. والطريق الوحيد والأوحد هو إقامة جسور الحوار والجدال بالتي هي أحسن مع الديانات كلها، ومع أهل الكتاب خاصة، قال الباري سبحانه وتعالى: “وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”[3].
فالتسامح الديني هو الذي سمح للحضارات المختلفة بالتلاقح والتعانق والتكامل؛ وذلك بإرسال رسائل التعايش قوية، ورسائل التوادد واضحة جلية، ورسائل التراحم صافية نقية بين ساكني هذا العالم. وهذا التلاقح يصبح من أكثر المطالب أهمية وأولية في الحياة، وخاصة في عصر تطبعه إكراهات العولمة وذوابان الثقافات وانصهارها؛ حيث تذوب الثقافات الضعيفة في الثقافات القوية التي تقود العالم.
وبفضل فهم الفاتحين المسلمين لمبادئ التسامح الديني التي قامت عليها الثقافة الإسلامية، والتعمق في إدراك وسائل تسويقها إلى العالم الآخر الحامل لثقافة مختلفة، ودراسة الحالات المؤسسة للتسامح الديني في تاريخ الإسلام، نجحوا في التعامل مع الثقافات الأخرى إبان الفتوحات الإسلامية. فالفتوحات الإسلامية تعتبر-في نظري- المحك الحقيقي والمختبر الصعب الذي خضعت له الحضارة الإسلامية في تاريخها البرّاق والمشرق، لكنها نجحت رغم كل ذلك. ففي الفتح الإسلامي، كان احتمال احتواء الثقافة الجديدة وتذويبها في الحضارة الإسلامية قويا ومطروحا بقوة على قواد الحملات العسكرية الريحمة للعالم المعتنق لديانات مختلفة عن الدين الإسلامي. غير أن الفتح الإسلامي لم تكن له استرايجيات التذويب تسامحا واعترافا بالثقافة الجديدة والحضارة المستضيفة التي تعايشت معها.
وعلى النقيض تماما مما اقترفته أيادي الغازين الأروبيين من تنكيل بالثقافة الإسلامية؛ حيث خططوا لتذويبها بدل التعايش معا. والسبب في ذلك يرجع إلى أمر بسيط مفاده أن الإسلام قام على مبادئ تسامحية تخوله التعايش مع الأديان الأخرى؛ عكس ثقافة الأروبيين فإنها لم تكن تضم ما يخولها للتعايش مع ثقافة مختلفة يفترض فيها أنها مصدر القلق والتشويش على الوصول إلى الأهداف المخطط لها سلفا. وحتى يكون موضوع التسامح الديني واضحا في أذهان بعض المتهورين من الشباب المسلم، فإنه وجب إيرد جملة من الحالات والوقائع التاريخية التي تعبر مظاهر للتسامح الديني في الحضارة الثقافة الإسلامية المتسامحة. في هذا السياق، سأورد نماذج من مجالات مختلفة في الثقافة الإسلامية للتسامح الديني.
- مظاهر التسامح الديني على مستوى السياسة الدولية في السيرة النبوية
تتجلى هذه المظاهر فيما يلي من الأحداث التاريخية
أ. وبمناسة ذكرى مولد الرحمة المهداة للعالمين، يجب علينا جميعا قراءة الحدث النبوي الشريف الذي أنزل فيه “وفد نصارى الحبشة” منزلة عظيمة وبوأهم مكانة عالية سامية. ففي هذا الساق، تذكر كتب السيرة أن “وفد نصارى الحبشة” لما جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، أنزلهم في جانب من مسجده النبوي العظيم. بل أكثر من هذا كله أنه صلى الله عليه وسلم قام بنفسه على ضيافتهم وخدمتهم، ولما قال له أصحابه رضوان الله عليهم يا رسول الله نكفيك ذلك، كان مما قاله يومئذ: “إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين فأحب أن أكرمهم بنفسي.“[4] فلماذا لانقتدي ولايقتدي هؤلاء المعتدون على الآمنين بالهدي النبوي الذي يظهر منه أنه صلى الله عليه وسلم قابل الإحسان بالإحسان؛ بل بأجمل منه.
ب. ومن مظاهر التسامح الديني وشواهده في تاريخ المسلمين البراق ما ورد في كتب السيرة عن قصة “وفد نصارى نجران” الذين أكرمهم النبي صلى اله عليه وسلم أيما إكرام. وينقل العلامة مصطفى السباعي ملخص ما جاء في كتب السيرة النبوية عن وفد نصارى نجران في سياق استعراضه لشواهد عما وصلت إليه حضارة الإسلام، فقال: “وجاءه مرة وفد نصارى نجران فأنزلهم في المسجد وسمح لهم بإقامة صلاتهم فيه، فكانوا يصلون في جانب منه، ورسول الله صلى الله والمسلمون يصلون في جانب آخر. ولما أرادوا أن يناقشوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن دينهم، استمع إليهم وجادلهم، كل ذلك برفق وأدب وسماحة خلق.”[5]
فهنا ينبغي أن نسجل ملاحظة هامة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرب الهوة بين المسيحيين والمسلمين؛ بحيث سمح لهم بالصلاة في جانب من مسجده والمسلمون في الجانب الآخر منه، صانعا بذلك صورة مشرقة للتسامح الديني بين أهل الديانات المختلفة. كما بعث برسالة تسامحية للمخالفين في الدين تحمل في طياتها المحبة والسلام لكل من لايحمل السلاح على المسلمين ويرغب في التعايش معهم. وهؤلاء المسيحيون البطرسيون لم يحملوا سلاحا ولم يدعوا إلى مقاتلة المسلمين ومعاداتهم في مصر، فلماذا قتلوا إذن؟ أقول أن على من ساهم في تفجير الكنيسة البطرسية أن يعودوا إلى كتب السيرة النبوية الشريفة بهذه المناسبة العظيمة، المولد النبوي الشريف، ليقرأوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء وفد نصارى الحبشة ونصارى نجران أنزلهم منزلة تليق بهم وترفع من شأنهم، ولم يقتلهم وهم في بلده.
ج. وعلى هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الخالف في الدين، سار المسلمون من بعده. جاء في كتب التاريخ والحضارة الإسلامية أنه في كنيسة يوحنا الكبرى في دمشق التي أصبحت الجامع الأموي فيما بعد رضي المسيحييون أن يأخذ المسلمون نصفها، ورضي المسلمون أن يصلوا فيها صلاتهم. قال مصطفى السباعي معلقا على هذه الصورة الجميلة: “فكنت ترى في وقت واحد أبناء الديانتين يصلون متجاورين، فهؤلاء يتجهون إلى القبلة، وهؤلاء يتجهون إلى المشرق. وإنه لمظهر عجيب فريد في التاريخ له مغزى عميق في الدلالة على التسامح الديني الذي بلغته حضارتنا.”[6]
د. ومن هذه المظاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم ،على مستوى السياسة الدولية، قبل الهدايا من حكام مسيحين باعثا رسالات التسامح والتعايش معهم ومعلّما المسلمين أن التعامل مع هؤلاء لاحرج فيه، وأن العيش معهم ليس جريمة ولامروقا من الدين الإسلامي. فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل هدية من المقوقس في صورة جارية قبطية مسيحية العقيدة مصرية الجنسية والانتماء. والأمر هنا يتعلق بمارية القبطية رضي الله عنه التي أنجبت طفلا للرسول سماه إبراهيم رضي الله الذي توفي بعد مدة يسيرة. ففي هذا إكرام للمسيحيين الأقباط من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم حيث نسج علاقة أسرية متينة مع هذه أصحاب هذه الديانة. وتأكيدا لمعاني المحبة ووفاء بمعاني المودة والرحمة، أوصى عليه والسلام المسلمين بهذه الطائفة المسيحية خيرا؛ إذ قال: “استوصوا بالقبط خيرا فإن لكم فيهم نسبا وصهرا.”
وهكذا، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤسس علاقاته الدولية على أسس التسامح الديني وبعث رسائل المحبة والمودة للآخر. فالتسامح الديني النبوي لعب دور السفارة الثقافة الإسلامية الفعّالة في التقريب بين المسلمين وغيرهم لبناء حضارة مشتركة؛ إذ الإسلام يدعو إلى تعايش الحضارات لا إلى صادمها، كما زعم البعض. فليعلم هؤلاء المنفذون لهذه التفجيرات البغيضة أن الحضارة المصرية قامت على أكتاف المسلمين وغيرهم من إخوانهم المسيحين؛ الأقباط، والبطرسيين، وغيرهم.
وليعلم الذين ساهموا في تفجير الكنيسة البطرسية من المخططين، والمحرضين، والمساعدين، والمنفذين للعملية الأليمة التي أودت بحياة أبرياء يتحنتون في معبدهم لايحملون السلاح على أي ملسم أومسلمة ولايرفعون شعارات تدعو إلى الكراهية ضد المسلمين أو تحط من قيمة ما يعتبر من المقدسات في الشريعة الإسلامية. فهؤلاء الذين قاموا بهذه العملية البغيضة المثيرة للفتنة بين أفراد أمة واحدة تعيش في سلم وسلام وأمن أمان تشكل وحدة وطنية للدولة المصرية التي تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية وأمنية… فهؤلاء لايجوز لهم استغلال هذه الظروف السيئة التي تمر بها الدولة المصرية الشقيقة للقيام بما يعمّق الجراح ويزيد الأزمة المصرية تعقيدا.
فهؤلاء يجهلون كثيرا من مقتضيات السيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم وللخلفاء الراشدين المهديين الذين تعاملوا بحكمة ورشد وروية مع قضية أهل الذمة والمخالفين في الدين؛ بحيث أنزلوهم منازلهم مكرمين معززين. فبمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أدعو جميع المسلمين للعودة إلى كتب السيرة وكتب الحضارة الإسلامية التي كتبها العلماء المخلصون، وخاصة المجرمين الذين نفّذوا هذه العملية لفهم مبادئ التعامل مع المخالف في العقيدة والدين؛ ومن ثًمّ القدرة على التعايش معهم في سلم وسلام وأمن وأمان.
- مظاهر التسامح الديني على المستوى الإنساني الاجتماعي في التاريخ الإسلامي
فعلى المستوى الاجتماعي، يظهر التسامح الديني مع غير المسلمين في قصة مرآة مسيحسة مصرية تسكن بجوارمسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر وحاكمها. وتتلخص هذه القصة في أن مرأة مسيحية مصرية شكت لسيدنا عمر رضي الله عنه أن عمرو بن العاص قد أدخل دارها في المسجد كرها عنها، فسأل عمر عمرو بن العاص عن ذلك فأخبره أن المسلمين كثروا وأصبح المسجد يضيق بهم وفي جواره دار هذه المرأة، وقد عرض عليها عمرو ثمن دارها وبالغ في الثمن فلم ترض، مما اضطر عمرو إلى هدم دارها وإدخاله في المسجد، ووضع قيمة الدار في ييت مال المسلمين تأخذ منه متى تشاء.”[7] فليعد المسلمون والمسيحيون وعامة سكان العالم بهذه المناسبة الكريمة إلى كتب السيرة الموثوقة والصحيحة ليقرأوا فيها مظاهر التسامح الحقيقي تجاه قضية إنسانية تتمثل في احترام ملكية الفرد المخالف في الدين على حساب المصلحة العامة للجماعية المسلمة.
- مظاهر التسامح الديني على المستوى الثقافي
تحكي كتب التاريخ الإسلامي أنه كانت هناك حلقات المعرفة ضمت المثقفين والمفكرين من مختلف الثقافات والديانات برعاية السلطان المسلم في الشرق والغرب الإسلاميين. فهذه مظاهر التسامح الديني على مستوى التلاقح الثقافي والتكامل المعرفي من أجل التقريب بين وجهات النظر لمعتنقي مختلف الثقافات والديانات؛[8] إسهاما منهم في التعايش الفعال ونبذ كل أشكال العنف والتطرف ضد المخال في الدين.
وفي الختام أقول: إن التسامح الديني منهج من مناهج النبوة في بناء صرح الثقافة الإسلامية العابرة لحدود القارات والتاريخ. وإن هذا النهج هو الذي التزمه الخلفاء الراشدون من بعده صلى الله عليه. وإن ذكرى المولد النبوي الشريف ينبغي أن تكون رسالة تسامحية قوية إلى شباب العصر المندفع والمتحمس؛ ليتعلموا منها أنه لا حق لأحد في قتل أحد من سكان هذا العالم مهما كانت هويته وعقيدته. ثم ليعلم منفذو الهجوم على الكنيسة البطرسية أن عملهم هذا لايجرّ على المسلمين إلا مزيدا من التضييق وعدم التسامح معهم؛ لأن أهل الديانة المختلفة حول العالم سيعتقدون خطئا أن عقيدة الإسلام تأمر المسلمين بالقتل والتدمير فيبقى دائما هاجس الترقب والخوف من المسلمين قائما ومطوقا ثقافة المسلمين أينما حلوا وارتحلوا. وبفضل هذا الفهم والتطبيق السليمين لمقتضيات الإسلام المتعلقة بالتسامح الديني مع المخالف في العقيدة، شهد المؤرخ الفرنسي لوستاف لوبون وأمثاله لأخلاق المسلمين ووصفهم بالرحمة بهذا المخالف؛ حيث قال: “إن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب، ولا دينا سمحا مثل دينهم.”[9] فاقرأوا السيرة النبوية، واقرأوا عن سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وانبذوا مشاعر الكراهية والحقد؛ لأنه طريق مسدود أمام التعايش الإنساني الذي لامحيد لأحد عنه في ظل مقتضيات العولمة التي يعيشها العالم أجمع في القرن الواحد والعشرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. باحث في العلوم الشرعية والقانونية.[1]
4 . أخرجه ألبهيقي في شعب الإمان من حديث حارث بن ربعي. رقم الحديث: 8541.
5 . مصطفى، السباعي. من روائع حضارتنا. المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1420 هـ، ص: 134-135. وانظر الحديث مفصلا عن القصة في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ” [ آل عمران : 61 ].
. مصطفى، السباعي. من روائع حضارتنا. المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1420 هـ، ص: 138.[6]
7 . محمد الصادق، عرجون. الموسوعة في سماحة الإسلام، الدار السعودية، جدة، ط 2، 1404هـ ،ج 2 ص: 682.
8 . انظر مزيدا من التفاصيل في “من روائع حضارتنا” ص: 42 وما بعدها.
9 . عبد الله بن إبراهيم اللحيدان. سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين، موقع السكينة. http://www.assakina.com/.