التسويق الشبكي الإبن غير الشرعي للتجارة
هوية بريس – يوسف إبوركي
إن الحديث عن العمل من بوابة التجارة صورة ناصعة البياض داخل المجتمع المغربي الذي يعاني الأمرين، لأن ربط التجارة بسياقها التاريخي الإسلامي يجعلنا نعيدها لأيام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كعمل مربح من جهة، وشبه مستقل من جهة أخرى، ناهيك عن مجموعة من الامتيازات التي تجعل التاجر سيد نفسه وصاحب قراره، وهو شيء غائب في مجتمعنا الحالي، ولكن الأمر الغريب والمُريب أنَّ هذا النّسق التجاري المعهود تخلَّى عن مجموعة من الصفات الأساسية أبرزها الواقعية في التنفيذ، واعتمد على قناع تجريدي مُتحوِّل، يجعلنا أمام ابن غير شرعي للتجارة وهو التسويق الشبكي، هذه العبارة التي أصبحت تنتقل من فاه لآخر، تحاول فرض نفسها داخل المنظومة المغربية بالخصوص والعالمية بالعموم، إنها قصة تجعلنا نعيد النظر في مجموعة من الأمور، أولها مدى مصداقية هذا المولود الجديد من الناحية الدينية الإسلامية التي تظل الدستور الأول والأخير داخل مجتمعنا، ربما تحصيل هذا الرأي الديني سيكون مهمة منوطة بمشايخنا الأفاضل، رغم أن جُلهم أعلنوا وبكل جرأة أن التسويق الشبكي لا علاقة له بالتجارة، وأنها مجرد سِتارة إلكترونية تخفي وراءها مجموعة من الجرائم المُضمرة، والتي تتلخص في عمليات غسيل الأموال، مجموعة من الأموال الغير شرعية التي تصطدم بقانون “من أين لَكَ هذا” فيضطر أصحابها إلى خلق شركات وهمية، القصد منها تمرير هذه الأموال على حساب إنتاجات هذه الشركات الوهمية.
أما إذا تكلمنا عن مدى تجاوب المجتمع المغربي مع طيف التسويق الشبكي، فإن الإجابة حسب آخر إحصائيات قدمها البنك المغربي تُعد بالمفاجِئة بل بالفاجعة الكبرى، فآخر شركة تم إغلاق حسابها ضمت 60000 موزع شبكي، ومازالت الشركات تعمل في هذا المجال والعدد في ارتفاع، إن هذه الأعداد الكبيرة ليست بالغريبة عن مجتمعنا، لأننا نعلم مدى حاجيات الشباب المغربي إلى العمل في ظل هذه الراهنة الصعبة، سيما أن هذا العمل لا يتطلب مجهودا بالمرة، بل يكفي أن تتوفر على الشجاعة لوضع مبلغك في حساب الشركة وتنتظر الأرباح وأنت جالس في منزلك، نعم إنها رفاهية جميلة يحلم بها أي شاب وُلد في ظروف قاسية، لكن الأمر يتعدى هذا بكثير، فكيف لهذه الشركات أن توفر هذه الأجور الخيالية لموزعيها بدون سوق تجارية نشطة، أموال تُضخ في حساب الموزع وهو لا يعلم مصدرها، أو ربما يعلم ولكن حب المال ومرارة الاحتياج تدفعه لعدم طرح هذا السؤال الجارح.
إننا أمام شبكة إجرامية تعمل على توظيف الشباب المغربي بطريقة ذكية في مشهد مأساوي لغسيل الأموال، ربما هذا الكلام لن يعجب العديد من الأشخاص لأن الخوض فيه هو تحريم لأموالهم الشهرية، ولكن رصد المشكل خطوة مهمة في محاربته والبحث عن حل له، سيما أنه يهدد اقتصاد وطننا والأهم أنه ينافي تعاليم ديننا الشريف.
مقالة جد مفيدة
تحياتي للأستاذ إبوركي
ما قلتي والو الله يسمح ليك ?..ايسحابني شي مقال علمي صدقتي كدير موعضة زغلولية دون ادلة، مع احترامنا للدكتور زغلول
أحسن أستاذ يوسف ابوركي
مقالة تقارب الواقع الحالي
https://www.youtube.com/watch?v=774x9izfpKQ السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مشكور اخي يوسف على هذا المقال التحسيسي والنابع من تجربة مررت بها انا شخصياً فالمشكل ليس في التسويق الشبكي كآلية فهناك العديد من الشركات الاجنبية تعمل في الميدان بكل اريحية و منذ سنوات طويلة و حققت ارباح ونتائج مبهرة غيرت حياة الكثيرين الى ماهو احسن و افضل سواء على المستوى الوطني او العالمي . حتى لا اطيل… شخصيا و من خلال تجربتي مع شركة لورن اند اورن (60000 منخرط) و هي الشركة الرائدة في هذا المجال لم يكن فقط انخراطي بداعي الربح و انما لانجاح مشروع شاب مغربي طموح و قد حقق ذلك بالفعل فطريق النجاح مليئة بالصعاب و المطبات و الحمدلله تم الحكم بالبراءة في انتظار رفع الحجز عن الحساب البنكي للشركة و ماهي الا مسالة وقت باذن الله وهدا فيديو يوضح الوضع و حب الناس اللا مشروط لهذا الشاب زكرياء الفتحاني .
تقبل مروري يا رفيق الدرب