التعديلات المعاملات
هوية بريس – محمد طلال لحلو
جعل الديون الشخصية مشتركة بين الزوجين بحيث تكون ذمتهما واحدة في الديون ويكون تلقائياً كل واحد كافلاً للآخر أمر ليس بالبساطة التي نتصور.
لنتذكر أن من الوسائل الضاغطة على المنظومة الأسرية والجنسية والاستهلاكية، البنوك الربوية. والعملية الربوية عقلية جبانة بامتياز حيث تبحث دائماً على الضمانات التامة ومضاعفة الأرباح اليقينية مع تقليص المخاطر.
وهذه هدية مجانية مقدمة على طبق من ذهب للمؤسسات الربوية. فأي شيء أفضل للبنك من توسيع قاعدة الائتمان والضمان في نفس الوقت؟ هذا من شأنه أن يعطي دفعة إضافية للمنظومة الربوية.
ومن شأن هذا كذلك أن يجعل الزواج هو مؤسسة Zawaj S.A.R.L، يدخلها كل شريك بعملية حسابية متوجسة وبمنظور المشاكسة والمشاطرة مع طابع “التهرب الضريبي” لكن بتنزيل في قالب “التهرب المسؤولياتي والممتلكاتي” مع سباق نحو من سيقترض أكثر لزيادة ثروة ونشوة المنظومة الربوية.
ففي علوم الاقتصاد عندنا نظرية اسمها “Game theory”، مفادها أنه في ظل غموض جميع المعطيات فإن كل طرف يجري حسابات “المأمول” ( espérance) مع احتمالات كل عملية، ترسم عموما في شجرة احتمالات.
والغريب في الأمر أن من تطبيقات هذه النظرية قضية مأزق السجين (prisonner’s dilemma). والخطير هو أنه في ظل 4 نتائج ممكنة، فإن اختيار الطرفان ينتهي إلى أسوأ هذه الاحتمالات الأربعة. وهذا يزيد من سعادة المنظومة الإقراضية الربوية.
وجعل الحياة الأسرية في ظل هذه المعطيات وهذا الجو المكهرب لهو من أفضل وسائل زيادة الانفلات ثم الطلاق. وهذا مما يزيد من الكارثة الديمغرافية في البلد وشبح الانكماش على المدى الطويل وأزمة صناديق التقاعد.