التلوث يخنق نهر أم الربيع ويتسبب في نفوق أسماكه
هوية بريس- متابعة
غَيَّرَ التلوث ملامح نهر أم الربيع بمدينة أزمور، فمباشرة بعد الوصول إلى مصب الوادي، تزعجك روائح كريهة منبعثة من النهر الذي كان في الماضي القريب ملاذا لعشاق الطبيعة، والباحثين عن أسماك ذات جود عالية.
وعلى طول مصب الوادي، هناك قنوات تصب يوميا أكثر من 7000 متر مكعب من المياه العادمة بعرض الوادي، قادمة من مدينة أزمور والدواوير المجاورة.
وفق مصادر محلية، تتعدد أسباب تلوث النهر، لكن أبرزها الكثبان الرملية التي وضعت حاجزا بين مصب النهر والمحيط الأطلسي، ما تسبب في نفوق أسماكه، وذلك راجع إلى كون الشركة التي كانت مكلفة بجرف رمال المصب، تم وقف نشاطها من قبل وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء آنذاك.
الشركة المذكورة، لجأت للقضاء سنة2020، وأصدرت المحكمة الإدارية بالرباط سنتي 2021و 2022، حكما ابتدائيا واستئنافيا لصالحها، لكن نشاطها ظل متوقفا منذ ذلك الوقت.
دراسات لوكالة الحوض المائي لأم الربيع حول جودة المياه، كشفت بأنه على بعد 15 كلم من أزمور، أي قبل حاجز سيدي الضاوي المياه ذات جودة عالية، وبعد حاجز سيدي الضاوي المياه ملوثة.
هذا التلوث، تسبب في نفوق أسماك النهر التي كانت مصدر عيش آلاف الأسر على حد تعبيرهم.
يقول الرايس العربي، وهو صياد تقليدي وأمين المراكب بالمنطقة، إنه يتذكر تلك الفترة التي شهدت نفوق عدد كبير من الأسماك « كنا نشاهد الأسماك على جنبات الوادي وهي تموت ببطء، تموت اختناقا »، لم يكن بوسعنا فعل أي شيء سوى الاستنجاد بالجهات المسؤولة، لكن لم يكن هناك أي تدخل إلى حين ضياع كل الثروات السمكية.
ومن جانبه يستحضر مصطفى وهو صياد قضى أزيد من 40 سنة في الحرفة التي تعلمها من والده، « يستحضر » ذكرياته من وادي أم الربيع وأنواع الأسماك التي كان يصطادها، مشيرا إلى أنهم دافعوا عن مصيره بكل قوتهم، طرقوا أبواب المسؤولين، نظموا وقفات احتجاجية، وذهبوا إلى مصب الوادي لمحاولة إيجاد حلول لإنقاذه، لكن دون جدوى. وحسب تعبيره ” لم تكن هناك آذان صاغية ».