التّبعية العمياء للنّصارى

31 ديسمبر 2025 18:00

التّبعية العمياء للنّصارى

هوية بريس – إبراهيم بومفروق

الحمد لله رب العالمين و الصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ثم أما بعد،

على رأس كل سنة ميلادية نرى من المظاهر الغريبة في واقعنا ما يؤلم قلوبنا للأسف الشديد، وهي مدى تأثر عدد من المسلمين بعادات النصارى و ثقافتهم التي تعبر في كثير من الأحيان عن دينهم وعقيدتهم، ومن ذلك : الاحتفال برأس السنة الميلادية ، و تتجلى هذه التبعية العمياء في مظاهر شتى منها : تزيين المتاجر الكبرى و المقاهي والمحلات التجارية والمنتديات والفنادق والمدارس…بصور الزينة والتي كتب عليها السنة الجديدة، وبعضهم اشترى شجرة الميلاد المحاطة بالأضواء، أضف على ذلك شراء الحلوى وتبادل التهنئة، بل قد وصل الحال إلى ترسيخ ذلك لأبنائنا في المدارس بحكي قصص البابا نويل و توزيع الهدايا و تشغيل الموسيقى التي تزرع في نفوس الأطفال هذه التبعية المقيتة، وهذا ما خلفه المستخرب الغاشم الذي وضع يده على بلاد المسلمين ، فترك وراءه إرثا فاسدا، وقد قال ابن خلدون: “المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده”.

فغرس المستخرب بذوره في تربة أراضي المسلمين و فكرته في عقول المنسلخين التابعين المنبهرين المنهزمين، وهذا ما أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ” لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟ ” رواه مسلم.

وقد ورد هذا التشبيه العجيب في الحديث باتباع بعض المسلمين لليهود والنصارى بجحر الضب الذي يعتبر شَديدَ الظُّلْمةِ نَتِن الرِّيحِ، ومع ذلك يتَّبِعونهم في أخلاقهم الفاسدة وعاداتهم العفنة وعقيدتهم الباطلة، فنسأل الله تعالى الثبات على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وإني لأتفهم كون بعض المسلمين يجهلون السياق الديني لرأس السنة الميلادية، لكن ذلك ليس عذرا لهم، فالمسلم هو الذي يُوَطِّنُ نفسه على مبادئه و يعتز بدينه و يفخر بقِيمه وله هويته الراسخة في قلبه وبصمته الدينية في روحه التي يأخذها من كتاب ربِّه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ،وقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة على عدم التشبه باليهود والنصارى و أن من تشبه بقوم فهو منهم ، كما أجمع علماء المسلمين على تحريم إظهار مظاهر الاحتفال بأعياد اليهود والنصارى، وأن للمسلمين عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى، ويُضاف إليهما عيد الأسبوع (يوم الجمعة).

وفي الختام، فإن ديننا العظيم الذي أكرمنا الله عز وجل به، هو منهج حياة يرسم لنا جميعا الطريق إلى الله تعالى وذلك لنيل السعادة في الدنيا والآخرة ، قال تعالى: ” قُلِ اِنَّ صَلَاتِے وَنُسُكِے وَمَحْي۪آےْ وَمَمَاتِيَ لِلَّهِ رَبِّ اِ۬لْعَٰلَمِينَ (164) لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُۖ وَأَنَآ أَوَّلُ اُ۬لْمُسْلِمِينَۖ (165)” سورة الأنعام، فينبغي للمسلم الرضا بدينه واستشعار نعمة الانتساب إليه عقيدة وعبادة و خلقاً، وفي الحديث الصحيح : ” من قالَ: ” رَضيتُ باللَّهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبِمُحمَّدٍ رسولًا، وجَبت لَهُ الجنَّةُ ” ، والرضا شعور قلبي و إحساس وجداني واستسلام لله وحده و اتباع لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكمال الانقياد العملي – عقيدة وشريعة – ، والموفق من وفقه الله تعالى ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه.

فأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا جميعا لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره و التمسك بسنته والعضِّ عليها بالنواجد حتى نلقاه سبحانه وتعالى وهو راض عنّا بفضله ومنِّه وجوده وكرمه وإحسانه ورحمته.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
17°
20°
الخميس
19°
الجمعة
19°
السبت
18°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة