“الثعبان في البيت”.. د.الكنبوري يُفكك خدعةً سامةً ستقود العرب إلى الهلاك!

هوية بريس – علي حنين
أكد المفكر المغربي الدكتور إدريس الكنبوري أن ملحمة 7 أكتوبر 2023، التي أطلقت شرارة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني الغاصب، لا يمكن اعتبارها مجرد حدث فلسطيني داخلي، بل تمثل لحظة فاصلة في التاريخ العربي والإسلامي، حيث تداخلت فيها مصائر الشعوب، وارتبط فيها مصير العالم العربي بمصير فلسطين، كما لم يحدث منذ قرن.
🔶 ملحمة تعيد التاريخ الإسلامي إلى المشهد
يرى الدكتور الكنبوري أن هذه الملحمة المستمرة، “بدمائها وجوعها وانتصاراتها“، تعبّر عن “واحدة من المعجزات العظمى التي التقى فيها المصير العربي بالمصير الفلسطيني، والتقى فيها المصيران بالتاريخ الإسلامي”، الذي – حسب تعبيره – “يتجدد الآن بخطوات صغيرة لا يراها سوى المبصرون”.
في نظره، لأول مرة منذ مئة عام، يتقاطع مصير الأمة العربية مع القضية الفلسطينية بهذه الدرجة من العمق والوضوح، وهو ما يجعل الحدث بمثابة نقطة انعطاف تاريخية يجب التوقف عندها.
🔶 الاحتلال لم يعد شأناً فلسطينياً فقط
في تحليله لامتدادات المعركة خارج فلسطين، شدد الكنبوري على أن الاحتلال الصهيوني لم يعد يعني الفلسطينيين وحدهم، بل بات يمسّ “جميع الشعوب العربية”.
وأشار ذات المتحدث إلى أن الشعوب العربية أصبحت تخضع “للاحتلال بشكل غير مباشر“، بفعل سياسات التطبيع واتفاقات “الإبراهيمية”، التي فرضت – حسب قوله – “عقلية جديدة جعلت الشعوب غير قادرة على الكلام بحرية”.
وأضاف:
“اليوم، الشعوب العربية أقل تحررًا من الفلسطينيين، لأن الفلسطينيين ملكوا زمام أمورهم في مواجهة الاحتلال، بينما الشعوب العربية عاجزة”.
🔶 خدعة المصالح الوطنية وربطها بوجود “إسرائيل”!
انتقد الكنبوري بشدة ما وصفه بـ”المكر اليهودي“، الذي صنع “عجلًا ذهبيًا له خوار”، عبر دمج المصالح الوطنية للدول العربية بمصلحة الكيان الصهيوني وتمدده.
وأوضح أن هذه الخدعة أدت إلى اعتبار “الوقوف ضد إسرائيل وقوفًا ضد المصالح الوطنية“، وهو ما اعتبره “أخطر خدعة صنعها اليهود في التاريخ الحديث“، محذرًا من أن “هذه الخدعة ستقود إلى دمار الدول العربية“.
🔶 تحرر فلسطين شرط لتحرر الشعوب العربية
أكد الكنبوري أن لحظة المواجهة الحالية أعادت تعريف العلاقة بين الاحتلال الصهيوني والوضع العربي الداخلي، قائلاً: “لأول مرة يرتبط تحرر الشعوب العربية بالتحرر من احتلال فلسطين وزوال إسرائيل“.
وتابع محذرًا: “كلما استمر احتلال فلسطين زادت المشكلات في العالم العربي”، مضيفًا: “لقد قلنا قبل أكثر من عام إنه إذا انهزمت المقاومة فعلى العرب السلام”.
🔶 رسالة إلى من يستهينون بالموقف
في ختام تحليله، وجّه الكنبوري رسالة لمن يصفون هذه المواقف بـ”العاطفية“، قائلًا: “هذا ليس كلامًا عاطفيًا كما يفهم بعض المغفلين، إنه تحليل واقعي ملموس ينطلق من حقائق تاريخية”.
وختم الدكتور الكنبوري منشوره بتشبيه التطبيع بـ”إدخال ثعبان صغير من البرد إلى البيت”، قائلاً إن “موته بالسم مسألة وقت“، في إشارة إلى أن خطره قد لا يكون ظاهرًا في بدايته، بل يتسلل بهدوء مستغلًا حالة الغفلة والارتخاء، إلى أن يحين لحظة اللدغة القاتلة.
فالتطبيع – بحسب تحليله – ليس مجرد علاقة دبلوماسية، بل مشروع اختراق ناعم يربط مصير الدول العربية بوجود الكيان الصهيوني، مما يجعل مقاومة الاحتلال تبدو وكأنها تهديد لـ”المصالح الوطنية”، فيخسر العرب معركتهم من الداخل، قبل أن تبدأ من الخارج.



