“هل إسرائيل في المشرق أم في المغرب؟”.. الجدل يتصاعد بعد إلغاء موضوع حول فلسطين في امتحان ابتدائي بالبيضاء

هوية بريس – متابعات
أثار قرار المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالفداء مرس السلطان بالدار البيضاء إلغاء سؤال متعلق بالقضية الفلسطينية في امتحان مادة اللغة العربية للسنة السادسة ابتدائي، موجة انتقادات واسعة، بعدما اعتُبر السبب المعلن “إثارة حساسية وطنية”.
وحسب مصادر تربوية، فإن قرار الإلغاء جاء بناء على مراسلة من مفتش تربوي اعتبر أن إدراج سؤال حول فلسطين قد يُفهم على أنه يتعارض مع :الخصوصيات الوطنية:، ما فتح باب التساؤل حول المعايير التي تعتمدها الجهات التربوية لتحديد ما يُعتبر “حساسا وطنيا”.
وفي تعليق لافت، قال الدكتور إدريس الكنبوري إن ما حدث “لا يحتاج إلى تعليق، فهو يعلّق على نفسه”، منتقدا ما اعتبره توجها لفصل المغرب عن عمقه المشرقي، والترويج لفكرة أن كل ما يأتي من المشرق متطرف ودخيل، متسائلا بسخرية: “هل إسرائيل في المشرق أم في المغرب؟”.
وأكد الكنبوري أن الاتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل اتفاق سياسي، ولا ينبغي أن تمتد آثاره إلى مجالات الثقافة والتعليم، مشددا على أن القيم الوطنية لا يجب أن تُعاد صياغتها بما يتماشى مع تحالفات سياسية ظرفية.
وأنهى تدوينته بالتساؤل: “هل غيرت أمريكا أو إسرائيل شيئا في تعليمها حتى نُغيّر نحن؟”، مستحضرا بيتا ساخرا من أشعار أحمد فؤاد نجم للتعبير عن رفضه لما وصفه بـ”الوطنية المغشوشة”.
الواقعة فتحت نقاشا عاما حول حدود “الوطنية” في المقررات التربوية، وحول ما إذا كانت قضية فلسطين لا تزال تمثل “قضية وطنية” كما ظلت تُقدّم رسميا لعقود، أم أن المرحلة تشهد إعادة تعريف أولويات ومرجعيات الخطاب التربوي والثقافي في البلاد.



